حدثنى حماد بن سلمة ، وابن جعدبة جميعا ـ وفيه اختلاف بينهما ـ قالا : دخل النبىصلىاللهعليهوسلم على أم سلمة وعندها رجل ، فقال : «من هذا؟» قالت : أخى الوليد ، قدم مهاجرا. فقال : «هذا المهاجر». فقالت : يا رسول الله ، هذا الوليد ، فأعاد وأعادت ، فقال : «إنكم تريدون أن تتخذوا الوليد جبانا ، إنه يكون فى أمتى فرعون يقال له الوليد». قال : وفى حديث حماد : «يسرّ الكفر ويظهر الإيمان» وعرفت أم سلمة ما أراد من تحويل اسمه ، فقالت : نعم يا رسول الله ، هو المهاجر. وقالا : قال الجعدى فى حديثه : لقد رأيته يوم بدر ، وجاء مقنّعا فى الحديد لا يرى منه إلا عيناه ، ووقف ودعا إلى البراز ، فاستشرفه الناس ، فقلنا : من هذا؟ فقال : أنا ابن زاد الرّكب ، فعرفنا أنه ابن أميّة ، فقلنا : أيهم؟ فقال : أنا ابن جذل الطّعان ، فعرفناه. انتهى.
قال الزبير : وإنما قيل له : زاد الركب ، لأنه كان إذا خرج سفرا ، لم يتزوّد معه أحد. انتهى.
وقال ابن عبد البر ، بعد أن ذكر معنى الخبر الذى ذكره الزبير ، فى كراهية النبىصلىاللهعليهوسلم تسمية المهاجر الوليد : ثم بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، المهاجر بن أبى أمية إلى الحارث بن عبد كلال الحميرى ملك اليمن ، واستعمله أيضا رسول الله صلىاللهعليهوسلم على صدقات كندة والصّدف ، ثم ولّاه أبو بكر اليمن ، وهو الذى افتتح حصن النّجير بحضر موت ، مع زياد ابن لبيد الأنصارى ، وبعث بالأشعث بن قيس الكندى أسيرا إلى أبى بكر الصديق ، فمن عليه الصديق ، وحقن دمه.
٢٥٣٣ ـ المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومى:
كان غلاما على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، هو وأخوه عبد الرحمن بن خالد ، وكانا مختلفين ، كان عبد الرحمن مع معاوية ، وكان المهاجر مع على بن أبى طالب ، محبّا فيه وفى ذويه ، وشهد معه الجمل وصفين ، وفقئت عينه على ما قيل يوم الجمل ، وقيل يوم صفين. وللمهاجر ابن يسمى خالد بن المهاجر ، قتل ابن أثال اليهودى طبيب معاوية ، بعمّه عبد الرحمن ، لأنه اتّهم بقتل عبد الرحمن فى دواء عمله له ابن أثال. وللمهاجر فى ذلك شعر مذكور فى ترجمة عبد الرحمن بن خالد ، مع سبب قتل ابن المهاجر لابن أثال ، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
__________________
٢٥٣٣ ـ انظر ترجمته فى : (الاستيعاب ترجمة ٢٥٣٢ ، الإصابة ترجمة ٨٣٥٤ ، أسد الغابة ترجمة ٥١٣٥).