الحسين بن على بن أبى طالب ، وبين الوليد بن عتبة بن أبى سفيان ـ والوليد يومئذ أمير المدينة ، أمره عليها عمه معاوية بن أبى سفيان ـ منازعة فى مال كان بينهما بذى المروة فكان الوليد تحامل على الحسين فى حقه لسلطانه ، فقال له الحسين : أحلف بالله لتنصفنى من حقّى ، أو لآخذنّ سيفى ، ثم لأقومّن فى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم لأدعونّ بحلف الفضول ، قال : فقال عبد الله بن الزبير ـ وهو عند الوليد حين قال له الحسين ما قال ـ : وأنا أحلف بالله ، لئن دعا به ، لآخذن سيفى ، ثم لأقومن معه ، حتى ينصف من حقه ، أو نموت جميعا. قال : وبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهرى ، فقال مثل ذلك. وبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الله التيمى ، فقال مثل ذلك ، فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة ، أنصف حسينا من حقه ، حتى رضى. انتهى.
وذكر ابن حبان الوليد بن عتبة فى الطبقة الثانية من الثقات ، وقال : يروى عن ابن عباس. روى عنه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى.
وذكر الزبير بن بكار ، أن أمّ الوليد : بنت عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر مالك بن حسل القرشى العامرى. وذكر له عدة أولاد ، وهم : عثمان ، ومحمدا وهندا ، وأم عمر وأم الوليد تزوّجها سليمان بن عبد الملك ، وأمهم : أم حجير بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، والقاسم بن الوليد ، وأمّه لبابة بنت عبد الله بن العباس ، والحصين بن الوليد ، وأمّه : رملة بنت سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص. وأبو بكر بن الوليد ، وعتبة بن الوليد ، لأمّ ولد.
٢٦٦٨ ـ الوليد بن عروة بن محمد بن عطية بن عروة السعدى :
أمير مكة ، ذكر ابن جرير ، أنه كان عامل مكة والمدينة والطائف ، من قبل عمه عبد الملك بن محمد بن عطية بن عروة ، فى سنة إحدى وثلاثين ومائة ، وحجّ بالناس فيها. وذكر أن هذا يخالف لما تقدّم فى أخبار سنة ثلاثين ومائة ، من أن عمه قتل فى سنة ثلاثين. ويمكن أن يكون عمه ولاه ذلك ، فى سنة ثلاثين ومائة ، وأقرّه على ذلك بعد قتل عمه مروان الخليفة الأموى ، وينتفى بذلك التعارض الذى أشار إليه ابن جرير ، والله أعلم. ولا يعارض هذا ما ذكره ابن جرير ، من أن عبد الملك بن محمد بن عطية السعدى ، لما توجه لليمن من مكة فى سنة ثلاثين ومائة ، استخلف على مكة ابن ماعز ، رجل من أهل الشام ، لإمكان أن يكون عبد الملك عزل ابن ماعز بعد أن ولاه ، ثم ولى عوضه ابن أخيه الوليد ، ثم قتل عبد الملك بعد توليته لابن أخيه ، ثم أقرّ الخليفة ابن أخيه. والله أعلم.