جيرون الأول ، وهو يوم كانت فيه فتنة بالشام ، وسببها : أن حسان بن مالك بن بحدل الكلبى ، كتب إلى الضحاك بن قيس ، داعية ابن الزبير بدمشق كتابا ، يثنى فيه على بنى أمية ، ويذم فيه ابن الزبير ، وكتب كتابا آخر مثله ، وأعطاه لمولى له ، وقال له : إن لم يقرأ الضحاك كتابى ، فاقرأ هذا على الناس ، فلم يقرأ الضحاك كتابه ، وقرأ مولى حسان على الناس الكتاب الذى معه. وكان الوليد حاضرا ، فقال الوليد : صدق حسان ، وكذب ابن الزبير ، وشتمه. فحصب الوليد مع من قال كقوله ، وحبسوا بأمر الضحاك ، فجاء خالد بن يزيد بن معاوية ، وأخوه عبد الله ، مع أخوالهما من كلب ، أصحاب حسان ، فأخرجوا الوليد. انتهى بالمعنى.
وهذه القصة كانت بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية ، وقبل مبايعة مروان بن الحكم بالشام.
وذكر المسعودى ما يخالف ذلك ، لأنه ذكر : أن الوليد صلى على معاوية بن يزيد ، فلما كبر الثانية ، طعن فسقط ميتا ، قبل تمام الصلاة. وذكر ابن الأثير : أن الوليد صلى على معاوية ، ثم مات فى يومه الذى مات فيه معاوية ، عن طاعون أصابه. ومقتضى ما ذكره المسعودى ، من أن الوليد توفى فى اليوم الذى مات فيه معاوية ، أن تكون وفاة الوليد فى النصف الثانى من شهر ربيع الآخر ، سنة أربع وستين ، لأن فى هذا التاريخ مات معاوية بن يزيد بن معاوية ، بعد أن ولى الخلافة عوض أبيه ، وهذا ينبنى على القول ، بأن خلافة معاوية بن يزيد أربعين يوما ، وأما على القول بأن خلافته شهران ، فتكون وفاة الوليد فى العشر الأوسط من جمادى الأولى. وأما على القول بأنها ثلاثة أشهر ، فتكون وفاة الوليد ، فى العشر الأوسط من جمادى الآخرة. وهذا كله إنما يتم على القول ، بأن وفاة يزيد بن معاوية ، فى شهر ربيع الأول من سنة أربع وستين. وأما على القول بأنها لسبع عشرة خلت من صفر ، فلا يتم ذلك ، والله أعلم بالصواب.
وجزم الذهبى فى «العبر» ، بوفاته فى سنة أربع وستين مطعونا. وقال : كان جوادا ممدحا دينا.
وذكر بعضهم : أن الوليد لم يتقدم للصلاة على معاوية بن يزيد ، إلا لبيعته للخلافة بعده.
وذكر ابن إسحاق وغيره من أهل الأخبار ، خبرا جرى بين الوليد بن عتبة ، والحسين ابن على بن أبى طالب. ونص الخبر على ما ذكر ابن إسحاق : وحدثنى يزيد بن عبد الله ابن أسامة بن الهاد الليثى : أن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى ، حدثه أنه كان بين