يا باعد الله ما بينى وبينكم |
|
بنى أمية من قربى ومن نسب |
من يكسب المال يحفر حول زبيته |
|
وإن يكن سائلا مولاهم يخب (٣) |
ثم قال : وخرج الوليد بن عقبة من الكوفة يرتاد منزلا ، حتى أتى الرقة ، فأعجبته ، فنزل على [.....](٤) وقال : منك المحشر ، فمات بها.
قال ابن عبد البر : ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت ، أن قوله عزوجل : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ) [الحجرات : ٦] نزلت فى الوليد بن عقبة. وذكر أن سبب ذلك ، ما حكاه الوليد عن بنى المصطلق. قال : ثم ولاه عثمان رضى الله عنه الكوفة ، وعزل عنها سعد بن أبى وقاص ، فلما قدم الوليد على سعد ، قال له سعد : والله ما أدرى ، أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فقال : لا تجزعن أبا إسحاق ، فإنما هو الملك ، يتغداه قوم ويتعشاه آخرون ، فقال سعد : أراكم والله ستجعلونها ملكا. قال : وروى جعفر بن سليمان ، عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، قال : لما قدم الوليد بن عقبة أميرا على الكوفة ، أتاه ابن مسعود ، فقال له : ما جاء بك؟ قال : جئت أميرا ، فقال ابن مسعود : ما أدرى أصلحت بعدنا أم فسد الناس؟. قال ابن عبد البر : وله أخبار فيها نكارة وشناعة ، تقطع على سوء حاله ، وقبح أفعاله ، غفر الله لنا وله ، فقد كان من رجال قريش ، ظرفا وحلما وشجاعة وأدبا ، وكان من الشعراء المطبوعين ، كان الأصمعى ، وأبو عبيدة ، وابن الكلبى ، وغيرهم ، يقولون : كان الوليد بن عقبة فاسقا شريب خمر ، وكان شاعرا كريما.
قال ابن عبد البر : أخباره كثيرة فى شربه الخمر ، ومنادمته أبا زبيد الطائى كثيرة مشهورة ، يسمج بنا ذكرها هنا ، ونذكر منها طرفا ذكره عمر بن شبّة ، قال : حدثنا هارون بن معروف ، قال : حدثنا ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب ، قال : صلى الوليد ابن عقبة بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات ، ثم التفت إليهم فقال : أزيدكم؟ فقال عبد الله بن مسعود : ما زلنا معك فى زيادة منذ اليوم ، وذكر أن الحطيئة الشاعر قال فى ذلك (٥) [من الوافر] :
تكلّم فى الصلاة وزاد فيها |
|
علانية وجاهر بالنفاق |
__________________
(٣) انظر البيت فى نسب قريش ٤ / ١٣٩ :
(٤) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(٥) انظر الأبيات فى الاستيعاب ترجمة ٢٧٥٠.