ومجّ الخمر فى سنن المصلّى |
|
ونادى والجميع على (٦) افتراق |
أزيدكم على أن تحمدونى |
|
فما لكم وما لى من خلاق |
قال ابن عبد البر : وخبر صلاته بهم سكران ، وقوله لهم : أزيدكم ـ بعد أن صلى الصبح ـ أربعا ، مشهور من حديث الثقات ، من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار.
وقد روى فيما ذكر الطبرى ، أنه تعصّب عليه قوم من أهل الكوفة ، بغيا وحسدا ، وشهدوا عليه زورا ، أنه تقيّأ الخمر ، وذكر القصة وفيها : أن عثمان رضى الله عنه قال له : يا أخى ، اصبر ، فإن الله يأجرك ويبوء القوم بإثمك.
قال ابن عبد البر : وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار ، لا يصح عند أهل الحديث ، ولا له عندهم أصل ، والصحيح فى ذلك ، ما رواه عبد العزيز بن المختار ، وسعيد بن أبى عروبة ، عن عبد الله الدّاناج ، عن حضين بن المنذر ، أبى ساسان ، أنه ركب إلى عثمان ، فأخبره بقصة الوليد. وقدم على عثمان رجلان ، فشهدا عليه بشرب الخمر ، وأنه صلى الغداة بالكوفة أربعا ، ثم قال : أزيدكم؟ قال أحدهما : رأيته يشربها ، وقال الآخر : رأيته يتقيأها. فقال عثمان ، رحمهالله : إنه لم يتقيأها حتى شربها. فقال لعلى : أقم عليه الحد ، فقال على لابن أخيه عبد الله بن جعفر : أقم عليه الحد ، فأخذ السوط فجلده ، وعثمان يعدّ ، حتى بلغ أربعين ، فقال على : أمسك ، جلد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى الخمر أربعين ، وجلد أبو بكر رضى الله عنه أربعين ، وجلد عمر رضى الله عنه ثمانين ، وكلّ سنّة. قال ابن عبد البر : ولم يرو الوليد بن عقبة سنّة يحتاج فيها إليه.
وروى ابن إسحاق عن حارثة بن مضرّب ، عن الوليد بن عقبة قال : ما كانت نبوّة إلا وبعدها ملك.
وقال أبو الحسن الدارقطنى : أخبرنا منصور بن محمد الأصبهانى ، معلّم الأمير ابن بدر ، قال : حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن زيرك ، قال : حدثنا عبد الواحد بن محمد ، حدثنا أبو الوليد هشام بن محمد ، حدثنا أبو مخنف لوط بن يحيى ، قال : حدثنى خالى المصعب بن زهير بن عبد الله بن زهير بن سلم الأزدى ، عن محمد بن مخنف ، قال : كان أول عمال عثمان أحدث منكرا : الوليد بن عقبة ، كان يدنى السحرة ، ويشرب الخمر ، وكان يجالسه على شرابه ، أبو زبيد الطائى ، وكان نصرانيا ، وكان صفيا له ، فأنزله دار القبطى ، وكانت لعثمان بن عفان ، واشتراها من عقيل بن أبى طالب ، وكانت لأضيافه ، وكان يجالسه أيضا على شرابه ، عبد الرحمن بن خنيس الأسدى ،
__________________
(٦) فى الاستيعاب : «إلى».