وقال : ما اجتمع قوم فى مجلس أو ملأ إلا كان أولاهم بالله تعالى ، الذى يفتتح بذكر الله عزوجل ، حتى يفيضوا فى ذكره ، وما اجتمع قوم فى مجلس أو ملأ ، إلا كان أبعدهم من الله ، الذى يفتتح بالشر ، حتى يخوضوا فيه.
وقال : لو أن المؤمن لا يبغض الدنيا ، إلا أن الله يعصى فيها ، لكان حقا عليه أن يبغضها.
وقال سعيد الكندى : أتينا سعد بن عطارد ، ومعنا رجل ، فسأله ، فقال : بمكة رجل يشتهى الشىء فيجده فى بيته فى إناء قد كفئ عليه ، وإن فأرة أتت جرابا له فيه سويق فخرقته. فقال : اللهم أخزها ، قد أفسدت علينا ، فخرجت ، فاضطربت بين يديه حتى ماتت. فقال : ذاك وهيب المكى.
وقال : لا يزال الرجل يأتينى فيقول : ما ترى فيمن يطوف بهذا البيت سبعا ، ماذا فيه من الأجر؟ فأقول : اللهم غفرا ، قد سألنى عن هذا غيرك ، فقلت : بل سلونى عمن طاف بهذا البيت ، ماذا قد أوجب الله عليه فيه من الشكر ، حيث رزقه الله طواف ذلك السبع. ثم يقول : لا تكونوا كالعامل ، يقال له : اعمل كذا وكذا ، فيقول : نعم ، إن أحسنتم لى من الأجر.
وقال : إن الله تعالى إذا أراد كرامة عبد ، أصابه بضيق فى معاشه ، وسقم فى جسده ، وخوف فى دنياه ، حتى ينزل به الموت ، وقد بقيت عليه ذنوب ، شدّد عليه بها ، حتى يلقاه وما عليه شىء ، فإذا هان عليه عبد ، يصحّح فى جسده ، ويوسّع عليه فى معاشه ، ويؤمن له فى دنياه ، حتى ينزل به الموت ، وله حسنات تخفف عنه بها الموت ، حتى يلقاه وما له عنده شىء.
وقال محمد بن يزيد : حلف وهيب بن الورد ، أن لا يراه الله ضاحكا ، ولا أحد من خلقه ، حتى يعلم ما تأتى به رسل الله ، قال : فسمعوه عند الموت يقول : وفّيت لى ، ولم أوف لك.
ومات سنة ثلاث وخمسين ومائة ، رحمة الله تعالى عليه ورضوانه.
* * *