وحدث أيضا عن أبى القاسم بن الحصين ، والقاضى أبى بكر الأنصارى ، وأبى غالب أحمد بن الحسن بن البناء ، وأبى سعد إسماعيل بن أبى صالح المؤذن ، وغير واحد. وخرج وكتب بخطه. روى عنه أبو سعد السمعانى ـ مع تقدمه ـ والموفق بن قدامة ، وغير واحد. وآخر أصحابه لاحق بن عبد المنعم الأرتاحى ، له منه إجازة ، روى عنه بها كتاب «الدلائل للبيهقى» وقد قرأت بعضه على غير واحد من شيوخنا ، عن ابن الصناج ، عن لاحق ، عنه.
قال الذهبى : وكان يكتب العمر ، ويؤمّ بحطيم الحنابلة. توفى فى شوال سنة خمس وسبعين وخمسمائة بمكة.
ووجدت فى حجر قبره بالمعلاة ، أنه توفى يوم السبت ، ثانى شوال من السنة المذكورة.
٢٣٩٩ ـ مبارك بن عطيفة بن أبى نمى الحسنى المكى :
كان ذا شهامة وإجادة فى الرمى ، رمى القائد محمد بن عبد الله بن عمر ، أحد القواد المعروفين بالعمرة بسهم فمات موضعه ، لموجدة وجدها عليه ، لكون محمد خرج فيمن خرج من أهله وغيرهم ، مع رميثة بن أبى نمى ، لاستخلاص محمد بن الزين القسطلانى ، لما قبض عليه مبارك ، وذهب به إلى ساية (١) ، وكان مبارك ينوب عن أبيه فى الإمرة بمكة ، وفى سنة سبع وثلاثين وسبعمائة ، وقع بين مبارك وبين ابن عمه مغامس بن رميثة منافرة ، فركب مبارك من مكة ـ وكان أبوه تركه بها ـ إلى الجديد ، لقتال مغامس ، وكان أبوه رميثة قد تركه فيها ، وكان مع مبارك أصهاره الأعراب المعروفون ببنى عمير ـ أصحاب الخيف المعروف بخيف بنى عمير ، بوادى نخلة ، وكان تزوج منهم فى هذه السنة بامرأة وبنى بها ـ وجماعة من أهل مكة ، فالتقى عسكره وعسكر ابن عمه ، فقتل من أصحاب مبارك خمسة نفر ، ومن أصحاب مغامس نفر واحد ، وأخذت لأصحاب مغامس خيول ، وهرب مغامس إلى الخيف.
وكان خروج مبارك من مكة لقتال مغامس ، فى يوم السبت السابع والعشرين من رجب ، من سنة سبع وثلاثين وسبعمائة.
ولما كان اليوم العاشر من شعبان ، خرج مبارك بن عطيفة ومعه جماعة من أهل مكة ، لمنع عمه رميثة من دخول مكة ، لما توجه إليها من اليمن ، مع النجاب الذى وصل من صاحب مصر ، لاستدعائه واستدعاء عطيفة ، للحضور إلى صاحب مصر ، ومنع
__________________
٢٣٩٩ ـ (١) اسم واد قريب من حدود الحجاز. انظر : معجم البلدان (ساية).