روى عنه أيوب السختيانى ، وسليم أبو عبد الله المكى ، والأعمش ، وعبد الله بن كثير القارئ ، وعبد الله بن أبى نجيح المكى ، وعبد الملك بن جريج ، وعطاء بن أبى رباح ، وعكرمة مولى ابن عباس وخلق.
روى له الجماعة. وقرأ عليه ابن كثير ، وابن محيصن ، وأبو عمرو بن العلاء ، قال أبو محمد بن عبد الله الأنصارى ، عن أبى الليث الفضل بن ميمون : سمعت مجاهدا يقول : عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة ، وجاء عنه ، أنه كان يسأله عن كل آية ، فيم نزلت ، وكيف كانت؟ قال الذهبى : وهذا ثابت عنه. وقال عبد السلام بن حرب عن خصيف : كان أعلمهم بالتفسير مجاهد ، وبالحج عطاء. قال ابن حبان : كان فقيها عابدا متقنا ، وكان يقص.
وذكره ابن عبد البر فى فقهاء مكة ، من أصحاب ابن عباس. ويروى عن مجاهد ، أنه قال : ربما أخذ لى ابن عمر بالركاب. انتهى. وهذه منقبة. قال سفيان الثورى ، عن سلمة ابن كهيل : ما رأيت أحدا أراد بهذا العلم وجه الله ، إلا عطاء وطاوسا ومجاهدا. وروى عن مجاهد ، قال : قال لى ابن عمر : وددت أن نافعا يحفظ حفظك ، وأن علىّ درهما زائفا. قلت : هلا كان جيدا؟ قال : هكذا كان فى نفسى. وقال أبو عبيد الآجرّى : قلت لأبى داود : مراسيل عطاء أحب إليك ، أو مراسيل مجاهد؟ قال : مراسيل مجاهد ، عطاء كان يحمل عن كل ضرب. انتهى.
واتفقوا على توثيقه وإمامته ، واختلف فى وفاته ، فقيل سنة مائة. قال الهيثم بن عدى: قيل سنة إحدى ومائة ، وهو ابن ثلاث وثمانين ، قاله يحيى بن بكير ، وقيل سنة اثنتين ومائة ، قاله أبو نعيم. وقيل سنة ثلاث ومائة. قاله عثمان بن الأسود ، والقاسم بن سلام ، وغيرهم. وقيل سنة أربع ومائة ، ومولده فى خلافة عمر رضى الله عنه سنة عشرين ، وكان قاضيا ، وتوفى وهو ساجد بمكة ، على ما ذكر ابن حبان.
وذكره محمد بن سعد ، فى الطبقة الثانية من أهل مكة ، اختلف فى ولائه ، فقيل هو مولى عبد الله بن السائب بن أبى السائب المخزومى ، قاله أحمد بن حنبل ، والبخارى ، وإليه ذهب عبد الغنى بن سعيد الحافظ ، وقيل مولى قيس بن السائب بن عويمر بن عايد المخزومى ، قاله مصعب بن عبد الله الزبيرى ، وابن مهدى ، وابن المدينى ، وابن سعد ، وقيل مولى السائب بن أبى السائب ، حكاه المزى فى التهذيب.