على الشيبانى ، قاضى مكة المشرفة ، لأنى رأيت فى فهرست الفقيه أبى إسحاق إبراهيم ابن محمد بن عيسى بن مطير اليمنى ، أن القاضى أبا المعالى ماجد بن سليمان الفهرى ، ابن أخت القاضى أبى المعالى الشيبانى ، روى الكشاف عن خاله أبى المعالى المذكور ، بروايته عن مؤلفه بالحرم الشريف ، وخاتمه الرواة عنه ، أم المؤيد زينب بنت عبد الرحمن الشّعريّة ، لها منه إجازة ، تفردت بها عنه ، ومن طريقها وقع لنا حديثه.
وأجاز لأبى طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعى ، والحافظ : أبى الطاهر أحمد بن محمد السلفى ، بسؤاله له فى ذلك ، بعد أن تأبى عليه الزمخشرى ، وذكره فى كتاب «الوجيز فى ذكر المجاز والمجيز» وقال بعد أن ترجمه بالعلامة : أحد أفراد الدهر فى علوم متنوعة وفنون مختلفة ، وبالخصوص فى النحو واللغة ، وله شعر رائق ، وترسّل فائق ، وتواليف مفيدة ، وقد جاور بمكة مدة مديدة. انتهى.
وذكره ابن خلكان فى تاريخه ، فقال : الإمام الكبير فى التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان ، كان إمام عصره غير مدافع ، تشدّ إليه الرحال فى فنونه ، أخذ الأدب عن أبى منصور نصر ، وصنف التصانيف البديعة ، منها : الكشاف فى تفسير القرآن العظيم ، لم يصنف قبله مثله ، والفائق فى تفسير الحديث ، وأساس البلاغة فى اللغة ، وربيع الأبرار ، ونصوص الأخبار ، ومتشابه أسامى الرواة ، والنصائح الكبار ، والنصائح الصغار ، وضالة الناشد ، والرائض فى علم الفرائض ، والمفصل فى النحو ـ وقد اعتنى بشرحه خلق كثير ـ والأنموذج فى النحو ، والمفرد والمؤلف فى النحو ، ورءوس المسائل فى الفقه وشرح أبيات سيبويه. والمستقصى فى أمثال العرب. وصميم العربية. وسوائر الأمثال ، وديوان التمثيل ، وشقائق النعمان فى حقائق النعمان ، وشافى العىّ من كلام الشافعى ، والقسطاس فى العروض ، ومعجم الحدود ، والمنهاج فى الأصول ، ومقدمة الأدب ، وديوان الرسائل ، وديوان الشعر ، والرسالة الناصحة ، والأمالى فى كل فن ، وغير ذلك.
وكان شروعه فى تأليف «المفصّل» فى غرّة شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة ، وفرغ منه فى غرة المحرم سنة خمس عشرة وخمسمائة ، وكان قد سافر إلى مكة حرسها الله تعالى ، وجاور زمانا ، فصار يقال له جار الله لذلك ، وكان هذا الاسم علما عليه ، وسمعت من بعض المشايخ ، يقول : إن إحدى رجليه كانت ساقطة ، وأنه كان يمشى فى جارن خشب ، وكان سبب سقوطها ، أنه كان فى بعض أسفاره ببلاد خوارزم ، أصابه ثلج كثير وبرد شديد فى الطريق ، فسقطت منه رجله ، وأنه كان بيده محضر فيه شهادة خلق كثير ، ممن اطلعوا على حقيقة ذلك ، خوفا من أن يظنّ ظان ممن