ثم شهد عبد الله الطائف مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فرمى بسهم فمات منه بعد المدينة ، فقالت عاتكة ترثيه (٥) :
رزئت بخير الناس بعد نبيهم |
|
وبعد أبى بكر وما كان قصرا |
فآليت لا تنفعك عينى سخينة (٦) |
|
عليك ولا ينفك جلدى أغبرا |
فلله عينا من رأى مثله فتى |
|
أكر وأحمى فى الهياج وأصبرا |
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها |
|
إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا |
فتزوجها زيد بن الخطاب ، على اختلاف فى ذلك ، فقتل عنها يوم اليمامة شهيدا.
ثم لما أراد زواجها عمر بن الخطاب ، بعد عبد الله بن أبى بكر ، أخبرته بخبر الحديقة ، فأمرها بردها على أهله ، وتزوجها عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، فى سنة اثنتى عشرة ، فأو لم عليها ودعى أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وفيهم على بن أبى طالب ، رضى الله عنه ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، دعنى أكلم عاتكة ، قال : نعم ، فأخذ على بجانب الخدر ، ثم قال : يا عدية نفسها (٧).
فآليت لا تنفعك عينى حزينة |
|
عليك ولا ينفك جلدى أصفرا (٨) |
فبكت ، فقال عمر رضى الله عنه : ما دعاك إلى هذا يا أبا حسن؟ كل النساء يفعلن هذا ، فقال على : ولم أردت أن تقول ما لا تفعل؟ وقد قال تعالى : (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) [الصف : ٣] وهذا شىء كان فى نفسى أحببت أن يخرج ، فقال عمر : ما حسن الله فهو حسن ثم قتل عنها عمر رضى الله عنه ، فقالت تبكيه (٩) :
عين جودى بعبرة ونحيب |
|
لا تملى على الجواد النجيب (١٠) |
فجعتنى المنون بالفارس المع |
|
لم يوم الهياج والتثويب |
__________________
(٥) انظر الأبيات فى : الاستيعاب ترجمة ٣٤٥٨.
(٦) فى الاستيعاب :
فآليت تنفك عينى حزينة
(٧) فى الاستيعاب : يا عدية نفسها أين قولك.
(٨) فى الاستيعاب :
فآليت لا تنفك عينى حزينة |
|
عليك ولا ينفك جلدى أغبرا |
وقد وردت «حزينة» فى الرواية السابقة : «سخينة» ، وردت «أصفرا» فى الرواية السابقة : «أغبرا».
(٩) انظر الأبيات فى الاستيعاب ترجمة ٣٤٥٨.
(١٠) فى الاستيعاب : «لا تملى على الإمام النجيب».