بكار ، حدثني موسى بن زهير بن مضرس بن منظور بن زبّان بن سيار بن عمرو بن جابر ، عن أبيه (١) ، قال :
رأيت هشام بن عبد الملك ، وأنا في عسكره يوم توفي مسلمة بن عبد الملك ـ يعني يوم أبي بعثه وهشام في شرطته ـ إذ طلع الوليد بن يزيد على الناس .... (٢) يجر مطرف خزّ عليه فوقف على هشام ثم قال : يا أمير المؤمنين إن عقبى من بقي لحوق من مضى ، وقد أقفر بعد لمسلمة الصيد لمن رمى واختل الثغر فوهى ، وعلى أثر من سلف بما (٣) مضى من خلف ، فتزوّدوا فخير الزاد التقوى ، فلهي منه هشام فلم يحر له جوابا ، ووجم الناس [فما همس](٤) أحد بشيء. فقال الوليد (٥) :
أهينمة حديث القوم أم هم |
|
سكوت بعد ما متع (٦) النهار |
عزيز كان بينهم نبيا |
|
فقول (٧) القوم وحي لا يحار |
كأنا بعد مسلمة المرجّى |
|
شروب طوحت بهم عقار |
أو الأف هجان في قيود |
|
تلفت كلما حنّت ظؤار (٨) |
فليتك لم تمت وفداك قوم |
|
تريح غبيّهم عنا الديار |
سقيم الصدر أو عسكر (٩) نكيد |
|
وآخر لا يزور ولا يزار |
قال : يعني بسقيم الصدر : الناقص يزيد بن الوليد ، ويعني بعسكر (١٠) نكيد : عهد هشام بن عبد الملك ، والذي لا يزور ولا يزار : مروان بن محمد.
روى هذه الحكاية محمد بن القاسم بن بشار ، عن أحمد بن سعيد الدمشقي ، عن الزبير بن بكار ، عن موسى بن مضرّس بن منظور ، عن أبيه وستأتي في ترجمة مسلمة.
__________________
(١) الخبر في الأغاني ٧ / ٧ في أخبار الوليد بن يزيد ، وانظر مختصر ابن منظور ٢٤ / ٢٧١ ـ ٢٧٢.
(٢) لفظة غير واضحة وم ، وفي الأغاني : وهو نشوان.
(٣) كذا : «بما مضى» وفي الأغاني : يمضي وفي م : مما مضى.
(٤) غير واضحة بالأصل وم ورسمها : «مما ر؟؟؟ هشم» وما بين معكوفتين استدرك عن الأغاني.
(٥) الأبيات في الأغاني ٧ / ٧.
(٦) عن الأغاني وبالأصل : منع.
(٧) عن الأغاني وبالأصل : فقال.
(٨) ظؤار جمع نادر مفرده ظئر ، وهي الناقة العاطفة على غير ولدها المرضعة له.
(٩) في الأغاني : شكس.
(١٠) في الأغاني : شكس.