لابن أبي سفيان ، فنفر من ذلك زياد ، فكفّ عنه معاوية ، ثم عاوده فكلمه فيه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ هذا لا يصح إلّا بشهادة قائمة ظاهرة ، وأمر واضح يثبت به النسب ، فقال معاوية : إنّ من يقوم بهذا ويعلمه ، ويشهد به غير واحد. فقال من يقول ذلك؟ قال : جويرية بنت أبي سفيان ، فأدخل عليها ، فقال : أخبرتني أنها سمعت أبا سفيان يقول : زياد ابني ، فدخل عليها زياد فقالت : يا أخي ، والله أنت ابن أبي سفيان أشهد على أبي لسمعته غير مرة يقول : إنّ زيادا (١) ابني ، فرجع إلى معاوية فقال : أتزوّج بنيّ بناتك؟ قال : نعم ، فادّعاه سنة أربع وأربعين. ولزياد يومئذ أولاد من ماوية بنت صخر العقيلية (٢) أربعة : عبد الرحمن ، ومحمد ، والمغيرة الأصغر ، وأبو سفيان [و] من أم محمد بنت عثمان بن أبي العاص الثقفي ـ وأمها خالدة بنت أبي لهب بن عبد الملك : ـ عنبسة ، وأم معاوية ، وأم عبد الله ، وله من أميمة بنت مسعود بن بديل بن ورقاء الخزاعي : أم حبيب ، وكان له منها المغيرة الأكبر [٤٤٠٧].
فجمع معاوية أشراف الناس ووجوههم وخطبهم وقال : أنشد (٣) الله رجلا كان عنده علم من زياد إلّا قام بها. فقام المنذر بن الزبير بن العوام فشهد أنه سمع علي بن أبي طالب يقول : أشهد أن أبا سفيان أشهدني أن زيادا (٤) ابنه ، وأقام أبو مريم مالك بن ربيعة السلولي وكان ممن شهد فتح الأبلّة (٥) فشهد أن أبا سفيان أقرّ أن زيادا (٦) ابنه ، وشهد المستورد (٧) بن قدامة الباهلي ، وابن أبي بصير (٨) الثقفي ، وزيد بن نفيل الأزدي ، ورجل من بني عمرو بن شيبان ، وشعبة بن القلعم (٩) المازني ، وزياد بن (١٠) أسامة الحرمازي أن زيادا (١١) بن أبي سفيان. وقام رجل من بني المصطلق فقال : أشهد أن أبا
__________________
(١) بالأصل : زياد.
(٢) بالأصل : العقيلة.
(٣) عن مختصر ابن منظور وبالأصل وم : أشهد.
(٤) بالأصل وم : زياد.
(٥) الأبلّة : بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى ، في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة (ياقوت).
(٦) بالأصل وم : زياد.
(٧) في الإصابة ١ / ٥٨٠ المسور.
(٨) الإصابة : ابن أبي نصر.
(٩) الإصابة : العلقم.
(١٠) بالأصل وم : بن أبي أسامة.
(١١) بالأصل وم : زياد.