الزاي على الراء ، فهو زريق خصيّ يزيد بن معاوية ، رأى الحسن البصري ، روى عنه عبّاد بن عبّاد المهلّبي.
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي ، أنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم السيرافي ، أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن حربّان النهاوندي ، نا أحمد بن عمران بن موسى الأشناني ، نا موسى بن زكريا التّستري ، نا خليفة العصفري (١) ، قال : وفي سنة ستين بعث يزيد بن معاوية زريق مولاه إلى الوليد بن عتبة (٢) بن أبي سفيان ، وهو والي المدينة بوفاة معاوية وأمره أن يأخذ الناس بالبيعة.
قال : وحدثنا خليفة (٣) ، حدثني وهب بن جرير ، حدثني أبي ، حدثني محمد بن الزبير ، حدثني زريق مولى معاوية ، قال : لما هلك معاوية بعثني يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة ، وهو أمير المدينة ، وكتب إليه بموت معاوية وأن يبعث إلى هؤلاء الرهط ، وأن يأمرهم بالبيعة ، قال : فقدمت المدينة ليلا فقلت للحاجب : استأذن لي فقال : قد دخل ، ولا سبيل لي إليه ، فقلت : إني جئت بأمر [فدخل](٤) فأخبره ، فأذن له وهو على سريره.
فلما قرأ كتاب (٥) يزيد بوفاة معاوية واستخلافه جزع من موت معاوية جزعا شديدا ، فجعل يقوم على راحلته ، ثم يرمي بنفسه على فراشه.
ثم بعث إلى مروان ، فجاء وعليه قميص أبيض وملاءة مورّدة ، فنعى له معاوية ، وأخبره أن يزيد كتب إليه أن يبعث إلى هؤلاء الرهط فيدعوهم إلى البيعة ليزيد ، قال : فترحم مروان على معاوية ، ودعا له بخير ، وقال : ابعث إلى هؤلاء الرهط الساعة ، فادعهم إلى البيعة ، فإن بايعوا وإلّا فاضرب أعناقهم ، قال : سبحان الله أقتل الحسين بن علي وابن الزبير؟ قال : هو ما أقول لك.
__________________
(١) الخبر في تاريخ خليفة ص ٢٣٢ وفيه : رزيق ، بتقديم الراء.
(٢) بالأصل : «عيينة» خطأ ، والصواب ما أثبت انظر تاريخ خليفة في تسمية عمّال معاوية بن أبي سفيان ص ٢٢٨.
(٣) تاريخ خليفة ص ٢٣٢ تحت عنوان يزيد بطلب من والي المدينة أخذ البيعة له. وقد ورد في الخبر هنا أيضا : رزيق ، بتقديم الراء.
(٤) الزيادة عن خليفة.
(٥) بالأصل : «الكتاب» والصواب عن تاريخ خليفة.