إلى ما تريد أنت وأصحابك حتى أخوض الباطل خوضا ، ثم نزل فقام مرداس بن أديّة وهو يقول (١) :
يا طالب الخير نهر الجور معترض |
|
طول التهجد (٢) أو فتك بجبّار |
لا كنت إن لم أصم عن كل عاتبة |
|
حتى يكون بريق الجور (٣) إفطاري |
فقال له رجل : أصحابك يا [أبا] بلال شباب ، فقال : شباب متكهلون في شبابهم ثم قال :
إذا ما الليل أظلم كابدوه |
|
فيسفر عنهم وهم سجود |
فشرى وانجفل الناس معه ، وكان قد ضيّق الكوفة على زياد ، قال القاضي : قد روي لنا هذا الشعر في بعض أخبار الفوائد على غير هذه القافية وهو (٤) :
إذا ما الليل أظلم كابدوه |
|
فيسفر عنهم وهم ركوع |
أطار الخوف نومهم فقاموا |
|
وأهل الأمن في الدنيا هجوع |
قال القاضي : قول زياد إن هذا الأمر لا يصلحه إلّا ما ذكره ؛ قد سبق إلى معناه ولفظه عمر بن الخطاب ، فذكر : من يلي شيئا من أمور المسلمين فقال : يكون قويا في غير عنف ، لينا في غير ضعف ، وفي ضعف : لغتان بالضم والفتح وقرأت القرآن (٥) بهما في القرآن ، وزعم بعض علماء اللغة وجه الكلام فيه أن يضم حيث [يكون] أعراب الكلمة فيه غير النصب ، ويفتح مع النصب واستقصاء الكلام في هذا في موضعه من الكتب المؤلفة في علوم القرآن.
وقوله : قد كانت بيني وبين قوم منكم دمن (٦) وأحقاد : الدّمن (٧) والأحقاد (٨) ، واحدها : دمنة ، يقال : في نفسه دمنة وحسكة وغمر وسخيمة وصعق (٩) وكتيفة وتجمع كتائف كقول الشاعر :
__________________
(١) البيتان في ديوان شعر الخوارج ص ٦٣ والقافية مرفوعة ، وفي الجليس الصالح كالأصل القافية مجرورة.
(٢) في ديوان الخوارج : طول التهجد إن لم يأت عبار.
(٣) ديوان الخوارج : الجور أمطار.
(٤) البيتان في الجليس الصالح ٣ / ٢٥٨ ـ ٢٥٩.
(٥) في الجليس الصالح : القرأة.
(٦) بالأصل : «دين ... والدين» والصواب ما أثبت عن الجليس الصالح.
(٧) بالأصل : «دين ... والدين» والصواب ما أثبت عن الجليس الصالح.
(٨) في الجليس الصالح : الدمن : الأحقاد ، بدون واو العطف ، وهو أظهر.
(٩) الجليس الصالح : وضغن.