وصحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلا أعطى الجزيل من مال الله عن غير مسئلة منه قال سفيان : وكان يسمى الفيّاض.
قال : وصحبت معاوية بن أبي سفيان ، فما رأيت رجلا أثقل حلما ، ولا أبطأ جهلا ، ولا أبعد أناة منه ، وصحبت عمرو بن العاص ، فما رأيت رجلا أنصع طرفا ـ أو قال : أبين طرفا ـ ولا أحلم جليسا منه ـ فما رأيت رجلا أخصب تأدبا (١) ، ولا أكرم جليسا ، ولا أشبه سريرة بعلانية منه ، وصحبت المغيرة بن شعبة ، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلّا بمكر يخرج من أبوابها كلها.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر ـ بصور ـ أنا الحسين بن محمد العسكري ، نا محمد بن العباس اليزيدي ، نا الرياشي ـ يعني العباس بن الفرج ـ ، نا العتبي ، قال : قال الشعبي : ما رأيت أحدا يتكلم إلّا أحببت أن يسكت مخافة أن ينقطع إلّا زياد فإنه لا يخرج من حسن إلّا إلى حسن.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أبو الفضل الباقلاني ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي محمد بن أحمد ، أنا محمد بن عثمان ، نا محمد بن العلاء ، نا جابر بن فرح الحمّامي ، عن إسماعيل ، عن مجالد ، عن الشعبي ، قال : ما رأيت أحدا أخطب من زياد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد العتيقي.
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسن بن جعفر ، قالوا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد بن صالح ، نا أبي أحمد (٢) ، قال : زياد أمير البصرة تابعي ، ولم يكن يتهم بالكذب.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، أنا أبو محمد بن زبر ، نا محمد بن الحسين الحربي ، قال : سمعت الأصمعي
__________________
(١) المعرفة والتاريخ : أخصب رفيقا.
(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ١٦٩.