الشّيباني ، قال : أتيت زرّ بن حبيش وعليّ دربان فألقيت علي محبة منه وعنده شباب فقالوا لي : سله فكان قاب قوسين أو أدنى ، فسألته فقال : حدثنا عبد الله بن مسعود : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأى جبريل وله ستمائة جناح.
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، أنا محمد بن هارون ، أنا خالد بن يوسف بن خالد ، أبو الربيع السّمتي ، نا أبو عوانة ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن صفوان ، قال زرّ : أتيته فقال لي : ما جاء بك؟ فقلت : ابتغاء العلم ، قال : فقال إنه ليس من امرئ مسلم يطلب العلم إلّا تضع الملائكة أجنحتها رضا لما يفعل ، فقلت : إنك امرؤ من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإنه حل في صدري من المسح على الخفين بعد الغائط والبول. وأخبرني بشيء إن كنت سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فقال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأمرنا إذا كنا سفرا ـ أو مسافرين ـ أن نمسح على خفنا ثلاث ليال ولياليهن. وأن لا نخلعها (١) إلّا من جنابة ؛ لكن من غائط أو نوم أو بول قال : فقلت : هل سمعته يقول في الهوى؟ قال : فقال : نعم ، كان مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غزوة أو عمرة ؛ فإذا اعرابي قد أقبل على راحلته ، حتى إذا كان في أخريات القوم جعل ينادي بصوت جهوري له : يا محمد ، يا محمد ، قال : فقيل له : ويلك اغضض من صوتك ، فإنك (٢) قد أمرت بذلك ، قال : [و] الله لا أفعل ، فإذا هو أعرابي جاف جلف ، قال : فما سمع النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «هاؤم» قال : أرأيت رجلا أحبّ قوما ولمّا يلحق بهم؟ قال : ذاك مع من أحب ، قال : فقال إن قبل المغرب بابا مفتوحا للتوبة ، مسيرة عرضه سبعون سنة ، لا يزال مفتوحا حتى تطلع الشمس من نحوه فإذا طلعت من نحوه فذاك حين : (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً)(٣) [٤٣٦٨].
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو محمد بن أبي عثمان ، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصّاري.
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد القصّاري ، أنبأ أبي قالا : أنا أبو القاسم
__________________
(١) بالأصل : نجعلها ، وفي م : يجعلها ، والصواب : نخلعها.
(٢) بالأصل : فإني.
(٣) سورة الأنعام ، الآية : ١٥٨.