أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الحسن بن فهد ، أنبأ أبو الحسن بن الحمّامي ، أنبأ أبو صالح القاسم بن سالم الأخباري ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أحمد بن إبراهيم ، نا حجاج بن محمد ، نا أبو معشر ، قال : كان حجر بن عدي رجلا من كندة ، وكان عابدا ، قال : فلم يحدث قط إلّا توضأ ولم يهرق ماء إلّا توضأ ، وما توضأ إلّا صلّى ، وكان مع علي بن أبي طالب في زمانه ، فلما قتل علي وكانت الجماعة على معاوية اعتزل حجر وناس من أصحابه وزياد معهم نحو أرض فارس ، فقال بعضهم لبعض : ما تصنعون نحن وحدنا والجماعة على معاوية؟ أرسلوا رجلا يأخذ لنا الأمان من معاوية ، فاختاروا زيادا اختيارا فأرسلوه إلى معاوية ، فأخذ لهم الأمان ، وبايعوا على سنة الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم والعمل. بطاعته فأعجب معاوية عقل زياد ، فقال : يا زياد هل لك في شيء؟ أعترف أنك أخي ، وأؤمرك على العراق؟ قال : نعم.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي :
أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنا عبد الله بن أحمد ، نا محمد بن إسماعيل ، حدثني طلق بن غنّام ، نا شريك ، نا قدامة أبو زائدة ، عن ابن أبي مليكة ، قال : إني لأطوف مع الحسن بن علي ، فقيل له : قتل زياد فساءه ذلك ، فقلت : وما يسوؤك؟ قال : إنّ القتل كفارة لكلّ مؤمن.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ، وابن عمه ، أبو نصر محمد بن الحسن ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب ، أنا صالح بن أحمد ، حدثني أبي ، نا أبو نعيم ، حدثنا سفيان ، نا يونس ، عن الحسن ، قال : بلغ الحسن بن علي أن زيادا يتتبّع شيعة علي بالبصرة فيقتلهم فقال : اللهم لا تقتلن زيادا وأمته حتف أنفه ، فإنه كان يقال إن في القتل (١) كفارة.
أخبرني أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الحسن بن فهد ، أنا علي بن أحمد المقرئ ، أنا القاسم بن سالم بن عبد الله ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، نا أحمد بن ملاعب بن حبان ، نا ورد بن عبد الله ، نا محمد بن طلحة ، عن أبي عبيدة بن الحكم ، عن
__________________
(١) بالأصل : «الصلاة» والصواب عن م وانظر مختصر ابن منظور ٩ / ٨٨.