الخطيب ، أنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ، نا محمد بن حميد الخرّاز ، أنا الصولي ، حدثني أبو الفضل مخلد بن أبان ، نا إسحاق الموصلي ، نا الأصمعي ، قال : أول ما تكلم به النابغة من الشعر أنه حضر مع عمه عند رجل وكان عمه يشاهد به الناس ويخاف أن يكون عيبا فوضع الرجل كأسا في يده وقال :
تطيب كئوسنا لو لا قذاها |
|
وتحتمل الجليس على أذاها |
فقال النابغة وحمى لذلك :
فداها أنّ صاحبها بخيل |
|
يحاسب نفسه بكم اشتراها (١) |
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنبأ الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا إبراهيم الحربي ، نا علي بن عبد الله ، نا سفيان ، عن مجالد ، عن الشعبي ح.
قال : ونا إسماعيل بن إسحاق ، نا سليمان بن حرب ، نا حمّاد بن زيد ، عن مجالد ، عن الشعبي ح.
قال : ونا أبو إسماعيل ، نا علي ، ثنا حمّاد بن أسامة ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن ربعي بن حراش ، قال : وفدنا إلى عمر بن الخطاب ، فقال : من الذي يقول (٢) :
حلفت فلم تترك لنفسك ريبة |
|
وليس وراء الله للمرء مذهب |
فلست بمستبق أخا لا تلمّه |
|
على شعث أيّ الرجال المهذب |
قالوا : النابغة ، قال : فمن القائل :
إلّا سليمان إذ قال المليك له : |
|
قم في البرية ، فازجرها عن الفند (٣) |
قالوا : النابغة ، قال : فمن القائل (٤) :
__________________
(١) البيت في شعراء النصرانية ٢ / ٧١٩ وفيه : قذاها.
(٢) البيتان في ديوان النابغة ص ١٧ ـ ١٨ والأغاني ١١ / ٤ ـ ٥ والأول في الشعر والشعراء ص ٧١.
(٣) البيت في ديوان النابغة ص ٣٣ والأغاني ١١ / ٤ وفيهما : قال الإله له ... فاحددها عن الفند.
واحددها : امنعها ، والفند : الخطأ في الرأي والقول.
(٤) البيتان في ديوان النابغة الذبياني ص ١٢٦ والشعر والشعراء ص ٧١ والأول في الأغاني ١١ / ٤.