أتيتك عاريا خلقا ثيابي |
|
على وجل (١) تظنّ بي الظنون |
فألفيت (٢) الأمانة لم تخنها |
|
كذلك كان نوح لا يخون |
قالوا : النابغة ، قال : فمن الذي يقول :
لست بذاخر لغد طعاما |
|
حذار غد ، لكلّ غد طعام (٣) |
قلنا : النابغة.
قال النابغة : أشعر شعرائكم وأعلم الناس بالشعر (٤).
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكار ، حدثني مفضل بن غسان ، عن أبيه ، عن رجل من بني تميم ، عن عبيد الله بن الحسن ، عن المؤمّلي ، عن عمه ، قال : كان ابن عباس أمير البصرة ، فقام إليه أعرابي فقال : من أشعر الناس؟ قال : قل يا أبا الأسود ، قال : فقال أبو الأسود الدؤلي : أشعر الناس الذي يقول :
فإنك كالليل الذي هو مدركي |
|
وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع (٥) |
قال : هذا لنابغة بني ذبيان.
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله بن حي ، عن أبي علي بن شاذان ، أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف ، نا أحمد بن سعيد الدمشقي ، نا الزّبير بن بكار ، حدثني محمد بن الحسن المخزومي ، قال : قيل لحسان بن ثابت : من أشعر الناس؟ قال : أبو أمامة ـ يعني النابغة الذبياني ـ.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (٦) ، نا أبو الحسين بن
__________________
(١) في المصادر : على خوف.
(٢) بالأصل : فألقيت ، والمثبت عن الديوان والشعر والشعراء.
(٣) ديوان النابغة ص ١١٦.
(٤) بعدها زيد بالأصل : «يزيد حديث بعضهم على بعض» العبارة مقحمة فحذفناها.
(٥) البيت في ديوان النابغة الذبياني ط صادر ص ٨١ من قصيدة مطلعها :
عفا ذو حسبي من فرتني فالفوارع |
|
فجنبا أريك فالتلاع الدوافع |
وهو في الشعر والشعراء ص ٧١ ، كجزء من الخبر السابق ، والخبر والبيت في الأغاني ١١ / ٥.
(٦) بالأصل وم بالحاء المهملة ، والصواب ما أثبت وضبط.