أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلّابي ، نا أبي ، نا مصعب بن عبد الله ، نا أبي ، عن قائد مولى عبادل قال : وقال النابغة الذبياني ليزيد بن الصّعق الكلابي (١) :
فإن يقدر عليّ (٢) أبو قبيس |
|
تمطّ بك المعيشة في هوان |
وتخضب لحية غدرت وخانت |
|
بأحمر من نجيع الجوف قاني (٣) |
وكنت أمينه لو لم تخنه |
|
ولكن لا أمانة لليماني |
وكانت العرب تسمي أرض تهامة كلها يمانية ، وديار بني كلاب يمانية ، فقال يزيد بن الصّعق لأصحابه : طأطئوا رءوسكم يخرجكم هذا الشعر إلى غيركم ، يريد بذلك أن يظن الناس أنه عنى رجلا من أهل اليمن.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد ، وأبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ، ابنا (٤) الحسن ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، حدثني محمد بن الضحاك الحزامي عن أبيه ، قال : قال النابغة بن ذبيان لعامر بن الطفيل في وقعة حسي وكان النابغة بها غائبا ، فلما قدم سأل بني ذبيان عن ما قالوا لعامر بن الطفيل ، وقال لهم فأنشدوه فقال : فحشتم عليه وهو رجل شريف لا يقال له مثل هذا ، وقال له النابغة (٥) :
إن يك عامر قد قال جهلا |
|
فإن مظنّة الجهل الشّباب |
فكن كأبيك أو كأبي براء |
|
تصادقك (٦) الحكومة والصواب |
ولا تذهب بقلبك (٧) طاميات |
|
من الخيلاء ليس لهن باب |
__________________
(١) الأبيات في ديوانه ص ١٢٠ وديوانه صنعة ابن السكيت ص ١٤٩.
(٢) في الديوانين : «عليك» وأبو قبيس هو النعمان.
(٣) في الديوانين : «آني» وهو الحار الخاثر.
(٤) بالأصل : انبانا ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ هذا السند.
(٥) الأبيات في ديوانه ط صادر بيروت ص ١٩ ـ ٢٠ وفي ديوانه صنعة ابن السكيت ط دار الفكر بيروت ص ١٥٥ ـ ١٥٦ باختلاف روايتيهما.
(٦) فيهما : توافقك.
(٧) في ط دار الفكر : «بحلمك طافيات» وفي ط صادر : بحلمك طاميات.