فإن تكن الفوارس يوم حسّي |
|
أصابوا من لقائك ما أصابوا (١) |
فما إن كان عن نسب بعيد |
|
ولكن أدركوك وهم غضاب |
فوارس من منولة غير ميل |
|
ومرّة فوق جمعهم العقاب (٢) |
فسمعت أبي يقول لما أورد شعر النابغة هذا على عامر بن الطفيل قال : ما هجاني أحد حتى هجاني النابغة ، جعلني القوم رئيسا وجعلني النابغة سفيها جاهلا ، وتهكّم بي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف المقرئ ، أنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل المصري ، نا أحمد بن مروان ، أنشدنا أبو العباس المبرّد للنابغة :
حسب الخليلين نأى الأرض بينهما |
|
هذا عليها وهذا تحتها بالي (٣) |
أخبرنا أبو علي بن نبهان في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، وأبو علي بن نبهان ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ ، أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ، قال : وأنشدني الأثرم والسدري (٤) ، وأبو العالية للنابغة (٥) :
لا يهنئ الناس ما يرعون من كلأ |
|
وما يسوقون من أهل ومن مال |
بعد ابن عاتكة (٦) الثاوي على أبوا |
|
أضحى ببلدة لا عمّ ولا خال |
سهل الخليقة مشّاء بأقدحه |
|
إلى ذوات الذرى حمّال أثقال |
حسب الخليلين نأي الأرض بينهما |
|
هذا عليها وهذا تحتها بالي |
قال أبو العباس : أخذ الناس كلهم هذا المعنى من النابعة ، يعني حسب الخليلين ، وأنشد في معناه لابن عياش المنتوف في أخي أبي عمرو بن العلاء :
__________________
(١) روايته في ط دار الفكر :
وإن يك أهل أذواد حسمى |
|
أصابوا من لقيك ما أصابوا |
(٢) عجزه في ط دار الفكر :
ومن ذبيان فوقهم العقاب
(٣) ديوانه ص ١٠٠.
(٤) كذا بالأصل وفي م : والسعدي.
(٥) الأبيات في ديوانه ط دار الفكر ص ٢١١ من أبيات يرثي أخاه الذي ذهب يطلب إبلا له فمات.
(٦) عاتكة أمهما ، وهي عاتكة بنت أنيس الأشجعي.