صحبت أبي سفيان ستين حجة |
|
خليلي صفا ودنا غير كاذب |
فأمسيت لما حالت الأرض بيننا |
|
على قربه مني كأن لم أصاحب |
قال : وأنشدني أبو العباس مرة أخرى : كمن لم أصاحب ، وهو عندي أحسن.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي ، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري ، أنبأ أبو الطيب محمد بن أحمد بن خاقان ح.
قال : ونا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب الشافعي ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجرّاح ، قالا : أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، أنشدنا أبو عثمان ـ يعني ـ الأشناداني عن الثوري للنابغة الذبياني ولم يعرفها الأصمعي (١) :
ودّع أمامة إن أردت رواحا |
|
وطويت كشحا دونهم وجناحا |
بوداع لا ملق ولا متكاره |
|
لا بل يعلّ تحية وصفاحا |
واهجرهم هجر الصّديق صديقه |
|
حتى تلاقيهم عليك شحاحا |
لا خير في عزم بغير رويّة |
|
والشك وهن إن أردت سراحا |
فاستبق ودّك للصديق ولا تكن |
|
قتبا يعضّ بغارب ملحاحا |
ضغثا (٢) يدخّل تحته أحلاسه |
|
شدّ البطان فما يريد براحا |
والرّفق يمن والأناة سعادة |
|
فاستأن في رفق تلاق نجاحا |
واليأس عما فات يعقب راحة |
|
ولربّ مطمعة (٣) تعود ذباحا |
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني الحسن بن علي الجوهري ، نا محمد بن العباس ، نا محمد بن القاسم الأنباري ، حدثني أبي ، نا الحسن بن عبد الرحمن الرّبعي ، نا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سليمان الحنفي ، حدثني أبي قال : دخل يزيد بن مزيد على الرشيد
__________________
(١) الأبيات في ديوانه صنعة ابن السكيت ط دار الفكر ـ بيروت ص ٢٢٧ ـ ٢٢٨.
(٢) الديوان : ضغنا.
(٣) الديوان : مطعمة.
(٤) الخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ٣٣٤ في ترجمة يزيد بن مزيد الشيباني والأبيات أيضا. والخبر في الأغاني ١٩ / ٣٥ في أخبار مسلم بن الوليد.