قالوا : رجل من أهل المدينة من القراء عبد مملوك فقال الفرزدق :
أيه القارئ المقضي حاجته |
|
هذا زمانك إني قد خلا زمني (١) |
قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد (٢) ، قال : في الطبقة الثانية من أهل المدينة : زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ، ولزياد عقب وبقية بدمشق ، وروى عنه إسماعيل بن أبي خالد وغيره.
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر ، أنبأ أبو الفضل الباقلاني ، وأبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمد ـ زاد الباقلاني : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل (٣) ، قال : زياد بن أبي زياد ، واسم أبي زياد ميسرة مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة القرشي المدني ، وقال محمد بن عبيد الله ، نا ابن وهب سمع مالكا ، قال لي زياد : وكان عابدا وأنا يومئذ حديث السن : إني أراك تجلس مع ربيعة؟ عليك بالحذر ، فقال ابن أبي أويس : حدثني مالك ، قال : كان زياد بن أبي زياد مولى ابن عيّاش (٤) يلبس الصوف ، ويكون وحده ولا يكاد يجالس أحدا ، وفيه لكنة.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمد بن عبد الله الحافظ.
أخبرني أحمد بن سهل ، نا إبراهيم بن معقل ، نا حرملة ، نا ابن وهب ، نا مالك ، قال : كان زياد مولى ابن عياش (٥) قد أعانه الناس في فكاك رقبته ، وأسرع الناس في ذلك ففصل بعد الذي قوطع عليه مال كثير فرده زياد إلى من كان أعانه بالحصص ، وكتبهم عنده فلم يزل يدعو لهم حتى مات ، قال : وكان زياد معتزلا لا يكاد يجلس مع كل أحد ،
__________________
(١) لم أعثر عليه في ديوانه المطبوع.
(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٠٥.
(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٣٥٤.
(٤) بالأصل : ابن عباس ، خطأ ، والصواب عن البخاري.
(٥) بالأصل : ابن عباس ، خطأ ، والصواب عن البخاري.