عليّ ، قلت : يا أمير المؤمنين ما أنا بقاصّ ، قال : فتكلم ، قلت : زياد قال : وما له؟ قال : لا ينفعه من دخل الجنة غدا إذا دخل النار ، ولا يضرّه من دخل النار ، غدا إذا دخل الجنة ، قال : صدقت والله ما ينفعك من دخل الجنة إذا دخلت النار ، ولا يضرك من دخل النار إذا أنت دخلت الجنة ، قال : فلقد رأيت عمر يبكي حتى طفى بعض ذلك الجمر الذي على الكانون.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ح.
وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المقرئ ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأحمر ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، نا علي بن محمد ، ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح ، حدثني يعقوب بن عبد الرّحمن القارئ ، قال : قال محمد بن المنكدر ، إنّي خلّفت زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش وهو يخاصم نفسه في المسجد ، يقول اجلسي ، أين تريدين؟ أين تذهبين؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد ، انظري ما فيه تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان؟
وكان يقول لنفسه : ما لك من الطعام يا نفس إلّا هذا الخبز والزيت ، وما لك من الثياب إلّا هذين الثوبين ، وما لك من النساء إلّا هذه العجوز ، أفتحبين أن تموتي ، فقالت : أنا أصبر على هذا العيش (١).
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ح.
وأخبرنا [أبو محمد بن محمد](٢) ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : قال زياد مولى ابن عياش لمحمد بن المنكدر ، وصفوان بن سليم : الجدّ الجدّ والحذر الحذر ، فإن يكن الأمر على ما نرجوه كان ما عملتما فضلا ، وإلّا لم تلوما أنفسكما.
__________________
(١) بغية الطلب ٩ / ٣٩٤٠.
(٢) العبارة بين المعقوفتين كذا وردت بالأصل ويبدو أن نقصا وقع في السند ، وتمام العبارة في بغية الطلب وم : م؟؟؟ : وأخبرنا أبو محمد بن طاوس قال : أخبرنا علي بن محمد بن محمد.