محمد بن سعد (١) ، أنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس ، قال : قال مالك بن أنس : كان زياد مولى ابن عياش رجلا عابدا معتزلا لا يزال يكون وحده يدعو (٢) الله وكانت فيه لكنة ، وكان يلبس الصوف ، ولا يأكل اللحم ، وكانت له دريهمات يعالج له فيها.
وقال غير إسماعيل : وكان صديقا لعمر بن عبد العزيز ، وقدم عليه وهو خليفة فوعظه وقرّبه عمر وخلا به وكان بينهما كلام كثير.
أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصري ، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن أبي الفتح الهمذاني (٣) ، أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه ، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو الدحداح ، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، نا يحيى بن صالح ، نا النضر بن عربي ، قال : بينا عمر بن عبد العزيز يتغدى إذ بصر بزياد مولى ابن عياش فأمر حرسيا أن يكون معه ، فلما خرج الناس وبقي زياد قام إليه عمر حتى جلس إليه ثم قال : يا فاطمة (٤) ، هذا زياد مولى ابن عياش ، فاخرجي إليه فسلمي عليه ، ثم قال : يا فاطمة هذا زياد مولى ابن عياش عليه جبة صوف ، وعمر قد ولي أمر الأمة ، فحاسب نفسه حتى قام إلى البيت فقضى عبرته ثم خرج ففعل ذلك ثلاث مرات ، فقالت فاطمة : يا زياد هذا أمرنا وأمره ما فرحنا به ولا قرّت أعيننا مذ ولي.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٥) ، حدثني عبد العزيز ، نا ابن وهب ، حدثني يعقوب بن عبد الرّحمن ، عن أبيه ، عن زياد مولى ابن عياش ، قال : لو رأيتني ودخلت على عمر بن عبد العزيز في ليلة شاتية وفي بيته كانون ، وعمر على كتابه ، فجلست (٦) أصطلي على الكانون فلما فرغ من كتابه مشى إليّ عمر حتى جلس معي على الكانون ، وهو خليفة ، فقال : زياد بن أبي زياد؟ فقلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : قص
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٠٥.
(٢) ابن سعد : يذكر الله.
(٣) بالأصل الهمداني ، والمثبت عن بغية الطلب.
(٤) هي فاطمة بنت عبد الملك ، زوجة عمر بن عبد العزيز.
(٥) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٣٩٤١ ـ ٣٩٤٢.
(٦) بغية الطلب : فجعلت.