ـ قال ابن الفهم : وما كان يفتي به ـ عن زيد بن ثابت وكان قلّ قضاء أو فتوى جليلة ترد على ابن المسيّب يحكى له عن بعض من هو غائب عن المدينة من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم وغيرهم إلّا قال : فأين (١) زيد بن ثابت عن هذا ، إن زيد بن ثابت أعلم الناس بما يقدمه من قضاء ، وأبصرهم بما يرد عليه مما لم يسمع فيه شيء ، ثم يقول ابن المسيّب : لا أعلم لزيد بن ثابت قولا لا يعمل به مجمع عليه في المشرق والمغرب ـ وقال ابن فهم : في الشرق والغرب (٢) ـ أو يعمل به أهل مصر. وإنه ليأتينا عن غيره أحاديث ، وعلم ما رأيت أحدا من الناس يعمل بها ، ولا من هو بين ظهرانيهم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن المظفر ، أنبأ أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٣) ، نا أبو بكر بن عبد الملك ، نا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان قال : سمعت الزهري يقول : لو لا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض لرأيت أنها ستذهب من الناس.
أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أنبأ أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى أنبأ عبيد الله بن محمّد بن محمّد قال : قرئ على أبي القاسم البغوي ، نا إسحاق بن إبراهيم المروزي وغيره ، نا جرير ، عن مغيرة ، نا ابن عباس ، قال : لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوسلم أن زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم (٤) ، صوابه قال : قال ابن عباس.
أنبأنا أبو سعد المطرز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم.
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : أنا عبد الملك بن محمّد ، قالا : أنا أبو علي بن الصواف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا إبراهيم بن أبي معاوية ، نا أبي ، نا الأعمش ، عن إبراهيم قال : قال علقمة لمسروق : ما ردّك عن رأي عبد الله لقيت أحدا كان أثبت في
__________________
(١) بالأصل : فابن.
(٢) وهي عبارة طبقات ابن سعد المطبوع.
(٣) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ١ / ٤٨٦ ونقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٣٦ نقلا عن جعفر بن برقان.
(٤) الذهبي : سير الأعلام ٢ / ٤٣٧ والإصابة ١ / ٥٦٢.