كذلك ، وابن حارثة صاحب النبي صلىاللهعليهوسلم هو جبلة بن حارثة أخو زيد ، وهو عمّ أسامة ، روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو غالب أحمد بن علي بن الحسين الجكي (١) ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين ، نا عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله ، نا الوليد بن حمّاد الرملي ـ بالرملة ـ نا الحسين بن أبي السّري ، نا الحسن بن محمد بن أعين ، نا حفص بن سليمان الأسدي ، عن الكميت بن زيد ، حدّثني مذكور مولى زينب ابنة جحش ، عن زينب بنت جحش ، قالت :
خطبني عدة من قريش ، فأرسلت أختي حمنة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أستشيره ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أين هي ممن يعلمها كتاب ربّها عزوجل وسنّة نبيها صلىاللهعليهوسلم» قالت : ومن هو يا رسول الله؟ قال : «زيد بن حارثة» ، قالت : فغضبت حمنة غضبا شديدا ، وقالت : يا رسول الله أتزوج ابنة عمتك مولاك؟ قالت : وجاءتني فأخبرتني ، فغضبت أشد من غضبها ، وقلت أشد من قولها ، فأنزل الله عزوجل : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)(٢) ، فأرسلت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم : زوّجني من شئت ، فزوّجني زيد بن حارثة ، فأخذته بلساني ، فشكاني إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «أمسك عليك زوجك واتّق الله» فقال : أطلقها يا رسول الله ، قالت : فطلّقني ، فلما انقضت عدتي لم أعلم إلّا ورسول الله صلىاللهعليهوسلم قد دخل عليّ وأنا مكشوفة الرأس الشعر فلما رأيت ذلك علمت أنه من أمر السماء فقلت : يا رسول الله لا خطبة ولا إشهاد؟ قال : «الله عزوجل المزوّج وجبريل الشاهد» [٤٤٨٠].
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٣) ، أنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبيه ، وعن شرقيّ بن قطاميّ وغيرهما ، قالوا :
أقبلت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن
__________________
(١) بالأصل : «الحلى؟؟؟» والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة : عاصم ـ عائذ ص ٦٤١).
(٢) سورة الأحزاب ، الآيتان : ٣٦ و ٣٧ وبالأصل : تكون.
(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٤ ـ ٤٥.