يشاء من الجنة» ، ثم أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة ، فاستشهد ثم دخل الجنة معترضا ، فشقّ ذلك على الأنصار فقيل : يا رسول الله ما اعتراضه؟ قال : «لما أصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فشجع ، فاستشهد فدخل الجنة». فسرّي عن قومه [٤٤٩٢].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله (١) ، حدّثني أبي ، نا إسماعيل ، نا أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن أنس بن مالك ، قال : خطب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذها جعفر فأصيب ، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب وإن عينيه لتذرفان ، ثم أخذها خالد عن (٢) غير إمرة ففتح الله عزوجل عليه وما يسرّني أنهم عندنا» أو قال : «ما يسرهم أنهم عندنا» [٤٤٩٣].
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر الخزّاز ، أنا أبو الحسن الخشّاب ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٣) ، أنا أبو معاوية الضرير ، ويزيد بن هارون ، ومحمد بن عبيد الطّنافسي ، قالوا : حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة ، قال : لما بلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قتل زيد بن حارثة ، وجعفر ، وابن رواحة ، قام نبي الله صلىاللهعليهوسلم فذكر شأنهم فبدأ بزيد فقال : «اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لجعفر ولعبد الله بن رواحة» [٤٤٩٤].
قال : وأنا أبو عمر ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، نا محمد بن شجاع ، أنا محمد بن عمر (٤) ، حدّثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رأيت جعفرا ملكا يطير في الجنة تدمى قادمتاه ، ورأيت زيدا دون ذلك ، فقلت : ما كنت أظن أن زيدا دون جعفر ، فأتاه جبريل فقال : إن زيدا ليس بدون جعفر ، ولكنا فضلنا جعفرا لقرابته منك» [٤٤٩٥].
أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن ثابت البزار البغدادي ، نا يحيى بن حبيب بن
__________________
(١) الحديث في مسند أحمد ٣ / ١١٣.
(٢) مسند أحمد : من.
(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٦ ونقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٢٩.
(٤) الخبر في مغازي الواقدي ٢ / ٧٦٢.