متوجها إلى المدينة ، فدسّ إليه الوليد إنسانا يبيع اللبن وفيه السم ، وكان عبد الله يحب اللبن ويشتهيه ، فلما سمعه ينادي على اللبن تاقت إليه نفسه ، فاشترى له منه ، فشربه فأوجعه بطنه واشتد به الأمر ، فأمر أصحابه فغدوا به إلى الحميمة (١) وبها محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، فنزل عليه ، فمرضه وأحسن إليه ، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى محمد بن علي ببيته وعلمه وأسبابه (٢) كلها ، وأمر شيعته الكيسانية بالائتمام به ، فدفن.
وقد روي : أن الذي سمّ أبا هاشم سليمان بن عبد الملك وسنذكر ذلك في ترجمته.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر محمد بن أحمد ، أنا محمد بن عبد الرحمن ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال في تسمية ولد الحسن : وزيد بن الحسن ، وأم الحسن (٣) بنت الحسن ، وأم الخير أمهم أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أشيرة (٤) بن عشيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وأخواهم لأمهم عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ، وأم سعيد بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، ولزيد بن حسن يقول محمد بن بشير الخارجي ، وكان رجل قد وعده قلوصا فمطله بها فقال : حدّثني ذلك سليمان بن عباس السعدي :
لعلك والموعود حق وفاؤه |
|
بذلك في تلك القلوص بدا |
فإن الذي القا إذا قال قائل |
|
من الناس هل أحسستها لعنا |
أقول التي تفني السمات وقولها |
|
عليّ وإشمات العدو سوا |
دعوت وقد أخلفتني الوأي دعوة |
|
بزيد فلم يضلك هناك دعا |
بأبيض مثل البدر عظم حقه |
|
رجال من آل المصطفى ونسا |
وقال الخارجي أيضا يمدحه :
__________________
(١) بلدة من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام (معجم البلدان).
(٢) في مختصر ابن منظور : وأشيائه.
(٣) لم ترد في نسب قريش للمصعب الزبيري.
(٤) في نسب قريش لمصعب الزبيري ص ٤٩ أسيرة بن عميرة.