هشام بن محمد ، عن أبي مخنف ، عن عبد الرحمن بن عبيد ، أنا الكنود ، عن الحارث الأعور ، قال :
كان ممن ذكره رسول الله صلىاللهعليهوسلم زيد الخير وهو زيد بن صوحان ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سيكون بعدي رجل من التابعين ـ وهو زيد الخير ـ يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة بعشرين سنة» [٤٥٤٤] ، فقطعت يده اليسرى بنهاوند (١) ، ثم عاش بعد ذلك عشرين سنة ، ثم قتل يوم الجمل بين يدي علي ، وقال قبل أن يقتل : إني قد رأيت يدا خرجت من السماء تشير إليّ أن تعال وأنا لا حق بها يا أمير المؤمنين ، فادفنوني في دمي ، فإني مخاصم القوم (٢).
أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن محمد بن سنان ، نا أبو العباس السراج ، نا محمد بن الصّبّاح ، نا جرير ، عن أبي فروة أو غيره ، قال : بلغني أنهم كانوا في مسير مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، فنزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسوق بهم ، فقال : «زيد وما زيد ، جندب وما جندب» ، ثم قال : «رجلين من أمتي أحدهما يسبقه بعض جسده إلى الجنة ، ثم يتبعه سائر جسده إلى الجنة ، وأما الآخر فيفرّق بين الحق والباطل» (٣) ، وجندب (٤) هو الذي قتل الساحر بالكوفة [٤٥٤٥].
أنبأنا أبو سعد بن البغدادي ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنا الحسن بن محمد بن يوة (٥) ، أنا أحمد بن محمد بن عمر العبدي ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني الحسين بن عبد الرحمن ، عن هشام بن محمد : أن زيد بن صوحان أصيبت يده في بعض فتوح العراق (٦) ، فتبسم والدماء تشجب ، فقال له رجل من قومه : ما هذا موضع
__________________
(١) نهاوند : بفتح النون الأولى وتكسر : مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام (ياقوت).
وفي الإصابة : «قطعت يده يوم القادسية».
(٢) الخبر في الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٢ ، ومختصرا في الإصابة ١ / ٥٨٣.
(٣) الخبر في أسد الغابة ٢ / ١٣٩ ـ ١٤٠ وسير الأعلام ٣ / ٥٢٥ ـ ٥٢٦ والإصابة ١ / ٥٨٣ والاستيعاب ١ / ٥٦٠.
(٤) انظر ترجمة جندب بن كعب بن عبد الله في أسد الغابة ١ / ٣٦١.
(٥) ضبطت عن التبصير.
(٦) قيل بنهاوند كما مرّ ، وقيل يوم جلولاء ، وقيل بالقادسية.