تبسّم ، فقال زيد : ألم حلّ يفوته ثواب الله عليه أفأردفه بألم الجزع الذي لا جدوى فيه ، ولا دريكة لفائت معه؟ وفي تبسّمي تعزية (١) لبعض المؤتسين من المؤمنين ، فقال الرجل : أنت أعلم بالله مني.
أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنا ، قالا : قرئ على أبي محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٢) ، أنا يعلى بن عبيد ، نا الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : كان زيد بن صوحان يحدث فقال أعرابي : إن حديثك ليعجبني وإن يدك لتريبني فقال : أوما تراها الشمال؟ فقال : والله ما أدري اليمين تقطعون أم الشمال. فقال زيد : صدق الله ، (الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ)(٣). فذكر الأعمش أن يد زيد قطعت يوم نهاوند.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب بن الحارث ، أنا إبراهيم بن يوسف ، حدّثني رجل من عبد القيس ، قال : وقد قال رجل منا شعرا يذكر فيه دعوة رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعبد القيس ويعدّ الوفد ويسميهم فقال :
منا صحار والأشجّ كلاهما |
|
حقا يصدق قاله المتكلم |
سبقا الوفود إلى النبي مهيلا |
|
بالخير فوق الناجيات الرسم |
في عصبة من عبد قيس أوجفوا |
|
طوعا إليه وحدهم لم يكلم |
واذكر بني الجارود إن محلّهم |
|
من عبد قيس في المكان الأعظم |
ثم ابن سوار على عدائه |
|
بذّ الملوك بسؤدد وتكرّم |
وكفى بزيد حين يذكر فعله |
|
طوبى لذلك من صريع مكرم |
ذاك الذي سبقت لطاعة ربه |
|
منه اليمين إلى جنان الأنعم |
فدعا النبي لهم هنالك دعوة |
|
مقبولة بين المقام وزمزم |
فمحمد يوم الحساب شهيدنا |
|
ولنا البراءة من عذاب جهنم |
__________________
(١) تقرأ بالأصل : «عربه» والمثبت عن م.
(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ١٢٢ ونقله الذهبي في السير ٣ / ٥٢٦.
(٣) سورة التوبة ، الآية : ٩٧.