زييد فأكل ، وترك ما كان يصنع.
أنبأنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن محمد بن الحسين ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد الباقي بن الكريم بن عمر الشيرازي ، أنا عبد الرحمن بن عمر بن حمّة ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، ثنا جدي ، نا محمد بن حميد الرازي ، نا ابن المبارك ، نا أسامة بن زيد ، قال : حدّثني أصحابنا ممن لا أتهم أن زيد بن صوحان عمد إلى رجال من أهل البصرة قد تفرغوا للعبادة ، وليست لهم تجارات ولا غلّات ، فبنى لهم دارا ثم أسكنهم إياها ، ثم أوصى بهم من أهله من يقوم في حاجاتهم ، ويتعاهدهم في مطعمهم ومشربهم ، وما يصلحهم ، فبينما هم كذلك إذ جاءهم ذات يوم ، وكان يتعاهدهم بالزيارة ، فلم يجدهم ، فسأل عنهم فقيل دعاهم ابن عامر بن كريز ، وكان على البصرة في عهد عثمان ، فخرج مسرعا حين وجدهم بسدة ابن عامر ، فدخل على ابن عامر قبلهم ، فقال : ما تريد بهؤلاء القوم؟ قال : أريد أن أقرّبهم فيشفعوا فأشفعهم ، ويسألوا فأعطيهم ، ويشيروا علي فأقبل منهم ، قال : كلا والله لا أدعك تهيل عليهم من دنياك وتشركهم في أمرك ، وتذيقهم حلاوة ما أنت فيه ، حتى إذا انقطعت شرّتك منهم تركتهم فطافوا (١) بينك وبين ربهم ح (٢).
وأخبرنا أبو محمد السّلمي ، أنا أبو بكر الخطيب ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا ابن نمير ، نا وكيع ، نا الأعمش ، عن سليمان بن ميسرة ، عن طارق ، قال : قال سلمان لزيد بن صوحان : كيف أنت يا زيد إذا اقتتل القرآن والسلطان؟ قال : أكون مع القرآن ، قال : نعم الزيد أنت إذا ، قال أبو قرّة : إذا أجلس في بيتي ، فقال : لو كنت في أقصى تسعة أبيات لكنت مع أحد الفريقين ، وكان أبو قرّة يكره القتال.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سيف ، نا السّري بن يحيى (٣) ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن
__________________
(١) في مختصر ابن منظور ٩ / ١٤٥.
(٢) الجزء الأول من الخبر في الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٢.
(٣) الخبر في تاريخ الطبري ٥ / ٢١٥ ط دار القاموس الحديث ، حوادث سنة ٣٦.