لعقولنا واتّباعنا حجرا نعبده يسقط منا فنظل نطلبه فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «وزيادة أيضا» يعني بذلك الإيمان أيضا أكثر ، فلما خرج زيد من عند النبي صلىاللهعليهوسلم والمدينة وبيئة قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن ينج زيد من أم ملدم» (١) قال : فلما انتهى إلى بلدة موضع يقال له الفردة مات هناك ، رحمهالله ، فعمدت امرأته إلى ما كان النبي صلىاللهعليهوسلم كتبه له فحرقته [٤٥٧٥].
قال : ونا محمد بن عمر ، حدّثني ربيعة بن عثمان : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أجاز وفد طيئ بخمس أواق فضة ، وأعطى زيد الخيل اثنتي عشرة أوقية ونشّا وهي كانت أرفع ما يجيز بها.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (٢) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، قالا : أخبرنا رضوان بن أحمد بن جالينوس ، قالا : نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، قال (٣) : قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفد طيئ منهم (٤) زيد الخيل ، فلما انتهوا إليه كلّموه وعرض عليهم الإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلّا رأيته دون ما يقال لي فيه ، إلّا ما كان من زيد الخيل ، فإنه لم يبلغ كلّ ما كان فيه» ، ثم سمّاه زيد الخير ، وقطع له كذا وكذا وأرضين معه ، وكتب له بذلك كتابا ، فخرج من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم راجعا إلى قومه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إن ينج زيد من» ـ وقال القراوي : عن حمى ـ المدينة» فإنه يقال قد سماها رسول الله صلىاللهعليهوسلم باسم غير الحمى وأم ملدم فلم تثبته فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء من مياهه يقال له : فردة (٥) أصابته الحمى ، فمات بها ـ زاد ابن السّمرقندي : فقال زيد حين أحسّ بالموت :
أمام لقد جنت بيتك عدوة |
|
وأنزل في بيت بفردة منجد |
__________________
(١) أم ملدم : الحمى (القاموس : لدم).
(٢) دلائل النبوة للبيهقي ٥ / ٣٣٧.
(٣) سيرة ابن هشام ٤ / ١٨٨.
(٤) في البيهقي : فيهم.
(٥) البيهقي : «قردة».