عبد الرّحمن قال : قرأ مالك أين هذا التفسير ، وقرئ عليه سنة تسع وخمسين عن زيد بن أسلم قوله : (عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ) قال : صارت الغمام عليهم نارا.
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن ، وأبو طاهر بن الجرجرائي ، قالا : ثنا أبو بكر الخطيب ـ لفظا ـ أنبأ أبو الحسن بن زرقويه ، أنبأ أحمد بن سيدي بن علي ، ثنا إسماعيل بن عيسى ، أنبأ أبو حذيفة ، عن جويبر ، ومقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس :
أن شعيبا كان يقرأ من الكتب التي كان الله عزوجل أنزلها على إبراهيم ، قال : إنما أنزل الله صحفا من السماء على آدم وإدريس ونوح وإبراهيم ، وكان أنزل على شيث خمسون صحيفة.
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد البيهقي ، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد ، أنبأ أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الفضل ، أنبأ عبد المؤمن بن خلف النسفي (١) ، حدّثني محمّد بن عبد بن حميد ، ثنا يحيى بن المغيرة ، ثنا عبد الجبار بن عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن أبي حازم ، قال :
لما رجعتا (٢) إلى أبيهما أخبرتاه خبره (٣) فقال أبوهما ـ وهو شعيب عليه الصّلاة والسّلام ـ : ينبغي أن يكون هذا رجلا جائعا ، ثم قال لإحداهما : اذهبي فادعيه لي ، فلما أتته غطت وجهها ، وقالت : (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا)(٤) ، فلما قالت : (أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا) كره موسى ذلك ، وأراد أن لا يتبعها ، ولم يجد بدا من أن يتبعها لأنه كان في أرض مسبعة وخوف فخرج معها ، وكانت الريح تضرب ثوبها فتصف لموسى عجزها ، وكانت ذات عجز فجعل موسى يعرض عنها مرة ويغض مرة ، فناداها : يا أمة الله كوني خلفي وأريني البيت بقولك ، فلما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء تهيأ فقال له شعيب : اجلس يا شاب فتعشّ ، فقال له موسى : أعوذ بالله ، فقال له شعيب : ولم ذاك؟ ألست بجائع؟ قال : بلى ولكن أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما ، وأنا من
__________________
(١) مهملة بدون نقط بالأصل ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٤٨٠.
(٢) يعني بهما ابنتي شعيب.
(٣) يعني خبر موسى.
(٤) سورة القصص ، الآية : ٢٥.