الكتابة ، أخذ بطرفي النظم والنثر ، وكان سيف الدولة لا يؤثر عليه في السفارة إلى الحضرة أحدا ، لحسن عبارته ، وقوة بيانه ، ونفاذه في استغراق الأغراض ، وتحصيل المراد.
ومن خواص شعراء سيف الدولة أبو العباس أحمد بن محمد النامي وكان عنده تلو المتنبي في المنزلة والرتبة ، ومنهم أبو الفرج عبد الواحد الببغاء من أهل نصيبين ومن شعرائه أو ما قربوا من عصره الخليع الشامي والوأواء الدمشقي وأبو طالب الرقي وأبو حامد أحمد بن محمد الأنطاكي المعروف بأبي الرقعمق ، وأبو القاسم الحسن الواساني الدمشقي وأحمد بن محمد الطائي الدمشقي وابن أبي الجوع وابن رشدين وكشاجم (وأقام كشاجم في الرملة كثيرا فسمي الرملي ٣٦٠) والصنوبري وأبو الفتح البكتمري وأبو الفرج العجلي وأبو حصين الرقي وأبو الفرج سلامة بن بحر. ومن علماء الأدب واللغة ابن خالويه وابن جني. ومن الشعراء أبو محمد جعفر وأبو أحمد عبد الله ابنا ورقاء الشيباني من رؤساء عرب الشام وقوادها. وكان جعفر بن ورقاء الشيباني (٣٥٢) من بيت إمرة وتقدم وآداب ، وكان المقتدر يجريه مجرى بني حمدان وتقلد عدة ولايات ، وكان شاعرا كاتبا جيد البديهة والروية ، ومن الشعراء منصور وأحمد ابنا كيغلغ وأبو علي أحمد بن نصر بن الحسين البازيار وأبو زهير المهلهل نصر بن حمدان والمغنم المصري واسمه ابو الحسن محمد الشعباني وأبو عبد الله محمد بن الحسين وأبو نصر بن نباتة التميمي والشيظمي وأبو العباس الصّفّري وأبو العباس الناشىء وأبو نصر البنص ، وأبو القاسم الرقي المنجم الفلكي وعبد العزيز بن نباتة السعدي كان شاعرا مجيدا وله في سيف الدولة غرر القصائد (٤٠٥) ومن شعراء القرن الرابع الحسين بن عبد الله بن أبي حصينة المعري (٣٢٧) وممن اجتمع بسيف الدولة وجالسه مدة ثم جاء معه إلى دمشق فتوفي فيها المعلم الثاني حكيم الإسلام أبو نصر محمد الفارابي صاحب التآليف الممتعة في الحكمة (٣٣٩).
وأهم ما يفاخر به هذا القرن نبوغ أبي العلاء أحمد بن سليمان المعري التنوخي حكيم العرب وأديبهم ، وقد كانت المعرة في أيامه كعبة القصاد ، من طلاب الآداب ، جذبهم إليها أبو العلاء ، فجعل بلده دار حكمة وأدب ،