تزل تلك حالهم منذ خرجوا من عند أهاليهم حتى رجعوا لا يتكلفون زادا ولا مزادا.
أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل الأنصاري الأندلسي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب ، أنا الحسن بن محمّد الخلّال الحافظ ، قال : أجاز لنا عبد الله بن عثمان بن بيان ، نا علي بن محمّد الواعظ حدّثني جعفر بن مسكين ، عن محمّد بن عمرو ، عن محمّد بن الحسين ، حدّثني عمرو بن جرير البجلي ، عن بكر بن خنيس عن رجل سماه ، قال : كان بيد أبي مسلم الخولاني سبحة يسبّح بها ، قال : فنام والسبحة في يده ، قال : فاستدارت السّبحة ، فالتفّت على ذراعه وجعلت تسبّح ، فالتفت أبو مسلم والسّبحة تدور في ذراعه وهي تقول : سبحانك يا منبت النبات ، ويا دائم الثبات ، قال : فقال : هلمي يا أم مسلم وانظري إلى أعجب الأعاجيب ، قال : فجاءت أم مسلم والسبحة تدور تسبّح ، فلما جلست سكتت.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي ، نا تمّام بن محمّد البجلي ، أنا علي بن أبي طالب ، وهارون بن محمّد بن (١) هارون ، قالا : نا إبراهيم بن دحيم ، نا أبو موسى عيسى بن يونس ، نا أيوب بن سويد ، عن السّري ـ هو ابن يحيى ـ عن سليمان التميمي (٢) ، عن أبي مسلم الخولاني قال :
قالت جاريته : يا أبا مسلم لقد جعلت لك السمّ في طعامك منذ كذا وكذا ، فما أراه يضرك ، فقال : ولم فعلت ذاك؟ قالت : أنا جارية شابة ، ولا أنت تدنيني من فراشك ، فقال : إنّي كنت أقول : إذا قرّب إلى طعامي بسم الله خير الأسماء ، الذي لا يضرّ مع اسمه داء ، ربّ الأرض وربّ الأسماء وأعتقها.
قال : وأنا تمّام ، أنا علي بن أبي طالب ، وهارون بن محمّد ، قالا : نا إبراهيم ، نا محمود ، نا الوليد ، نا سعيد بن عبد العزيز :
أن الناس كانوا بأرض الروم فبعثوا سرية ، فأبطأت عن وقت قدومها ، فأحزن ذلك الجيش ، فبينا أبو مسلم الخولاني يصلي إلى رمحه إذا بطائر قد وقع على سنان الرمح ـ أو قال : على الرمح ـ فقال : يا أبا مسلم أبشر وبشّر المسلمين بأن الله عزوجل قد سلم
__________________
(١) «بن هارون» ليستا في م.
(٢) كذا بالأصل وم وهو خطأ ، والصواب التيمي ، وهو سليمان بن طرخان ، أبو المعتمر التيمي البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ٦٨.