فإن ثمودا قتلوا ناقة الله وأنتم قتلتم خليفة الله وخليفة الله أكرم على الله عزوجل من ناقته.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز أحمد ، نا أبو القاسم تمّام بن محمّد ، أنا علي بن أبي طالب ، وهارون بن محمّد بن هارون ، قالا : نا إبراهيم بن دحيم ، حدّثني القاسم بن عثمان ، نا ابن أبي السائب ، عن أبيه ، عن أبي مسلم الخولاني قال : سمع مكفوفا بالمدينة وهو يقول : اللهم العن عثمان وما ولد ، قال : يا مكفوف ألعثمان تقول هذا؟ يا أهل المدينة كنتم بين قاتل وخاذل ، فكلّا جزى الله شرا ، يا أهل المدينة لأنتم شر من ثمود ، إن ثمودا قتلوا ناقة الله ، وأنتم قتلتم خليفة الله ، وخليفة الله أكرم على الله من ناقته ، يا أهل المدينة لو لم يكن في عثمان إلّا أني رأيت في المنام كأن السماء [](١) فإذا النبي صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره ، وإذا السماء تقطر دما ، وقائل يقول : هذا دم عثمان ، قتل مظلوما.
أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن ما شاذة الأصبهاني ، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس ، أنا أبو عمر الهاشمي ، نا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة ، نا يحيى بن عثمان ، نا بقية بن الوليد ، نا علي بن زبيد الخولاني ، عن مرثد بن سميّ ، وسعيد بن هانئ ، عن أبي مسلم الخولاني :
أنه مرّ به رجال من أهل المدينة قدموا من الحجّ وهو عند معاوية بدمشق ، فخرج فلقيهم أبو مسلم فقال لهم : هل مررتم باخوانكم من أهل الحجر؟ قالوا : نعم ، قال : فكيف رأيتم صنع الله بهم؟ قالوا : بذنوبهم (٢) ، قال : أشهد أنكم عند الله مثلهم ، قال : فدخلوا على معاوية فقالوا : ما لقينا من هذا الشيخ الذي خرج من عندك ، فبعث إليه فجاءه فقال : يا أبا مسلم ما لك ولبني أخيك؟ قال : قلت لهم : مررتم على الحجر؟ قالوا : نعم ، فقلت (٣) : كيف رأيتم صنع الله بهم؟ فقالوا : صنع الله بهم بذنوبهم ، قلت (٤) أشهد أنكم عند الله مثلهم ، فقالوا : كيف يا أبا مسلم؟ قال : قتلوا ناقة الله ،
__________________
(١) بياض بالأصول والمطبوعة.
(٢) في م : بذنبهم.
(٣) في م : قلت.
(٤) في م والمطبوعة : فقلت.