شعيب عن بعض مشيخة دمشق قال : أقبلنا من أرض الروم قفّالا فلما أن خرجنا من حمص متوجهين إلى دمشق مررنا بالعمير الذي يلي حمص على نحو من أربعة أميال في آخر الليل فلما سمع الراهب الذي في الصومعة كلامنا اطلع إلينا فقال : ما أنتم يا قوم؟ فقلنا : ناس من أهل دمشق ، أقبلنا من أرض الروم ، فقال : هل تعرفون أبا مسلم الخولاني؟ فقلنا : نعم ، قال : فإذا أتيتموه فاقرءوه السّلام ، وأعلموه أنا نجده في الكتب رفيق عيسى بن مريم ، أما إنكم إن كنتم تعرفونه لا تجدونه حيا ، قال : فلما أشرفنا على الغوطة بلغنا موته.
ـ يعني سمعوا خبر وفاته بدمشق ـ وكانت وفاته بأرض الروم كما حكينا (١).
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن محمّد الأكفاني المزكّي ، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني ـ لفظا ـ أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطبراني ، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنى الخولاني (٢) ، نا عبد الرّحمن بن عبد الله ، نا أبو زرعة ـ هو عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي ـ حدّثني محمّد بن عثمان ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني ، عن سعيد بن هانئ قال : قال معاوية ـ رحمة الله عليه ـ إنما المصيبة كل المصيبة لموت أبي مسلم الخولاني ، وكريب بن سيف الأنصاري.
أخبرنا بها عالية أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي ، أنا أبو الميمون البجلي ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري (٣) ، أخبرني محمّد بن عثمان أبو الجماهر ، نا ابن عيّاش ، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني ، عن سعيد بن هانئ (٤) قال : قال معاوية : إنّما المصيبة كل المصيبة لموت أبي مسلم الخولاني ، وكريب بن سيف الأنصاري.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ، أنا
__________________
(١) والخبر نقله الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٢٩٨ من طريق الإمام أحمد ، وفي سير أعلام النبلاء ٢ / ١٣.
(٢) الخبر في تاريخ داريا للخولاني ص ٦٣.
(٣) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ وأعاده في ٢ / ٦٩٠.
(٤) ترجمته في تهذيب التهذيب ٤ / ٩٢.