خبرهم النبي صلىاللهعليهوسلم فخرج إلى الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «إنّ إخوانكم لقوا العدوّ فأخذ الراية (١) زيد فقاتل حتى قتل واستشهد ، ثم أخذها جعفر فقاتل حتى قتل أو استشهد ، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل أو استشهد ، ثم أخذها سيف من سيوف الله تعالى خالد بن الوليد ففتح الله عليه ، ثم أمهل إلى جعفر ثلاثا لم يأتهم ثم أتاهم ثم قال لا تبكوا أخي بعد اليوم» ثم قال : «ائتوني ببني أخي» ، فجيء بنا كأنّا أفرخ ، فقال : «ادعوا إليّ الحلاق» ، فأمره فحلق رءوسنا ثم قال : «أما محمّد فشبه عمّنا أبي طالب ، وأما عبد الله فشبه خلقي وخلقي» ، ثم أخذ بيدي فأشالها ثم قال : «اللهمّ أخلف جعفرا في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقته» ، قال : فجاءت أمّنا فذكرت يتمنا ، فقال : «أنّى تخافين عليهم وأنا وليّهم في الدنيا والآخرة» [٥٨٠٨].
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ، وأبو محمّد عبد الله بن محمّد بن نجا ، قالوا : أنا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله (٢) ، حدّثني أبي ، نا وهب بن جرير ، نا أبي قال : سمعت محمّد بن أبي يعقوب يحدّث عن الحسن بن سعد ، عن عبد الله بن جعفر قال :
بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم جيشا ، واستعمل عليهم زيد بن حارثة ، فإن قتل زيد واستشهد (٣) فأميركم جعفر ، فإن قتل أو استشهد فأميركم عبد الله بن رواحة ، فلقوا العدوّ فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل ، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل ، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل ، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه ، وأتى خبرهم النبي صلىاللهعليهوسلم فخرج إلى الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «إنّ إخوانكم لقوا العدوّ ، وإنّ زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد ، ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب ، فقاتل حتى قتل أو استشهد ، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل أو استشهد ، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه» ، ثم أمهل آل (٤) جعفر ثلاثا أن يأتيهم ، ثم أتاهم ، فقال : «لا تبكوا على أخي بعد اليوم ، ادعوا لي
__________________
(١) كتبت في م بين السطرين.
(٢) الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر ١ / ٤٣٧ رقم ١٧٥٠.
(٣) في المسند : أو استشهد.
(٤) بالأصل وم : «إلى» والمثبت عن المسند.