ألبسك الله منه عافية |
|
في نومك المعتري وفي أرقك |
أخرج من جسمك السّقام كما |
|
أخرج ذمّ الفعال من عنقك |
فأمر له بمائة ألف دينار (١).
أخبرنا أبو القاسم المستملي ، أنا أبو بكر الحافظ ، وأبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني فرقهما ، قالا : أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا مخلد بن جعفر الدقاق ، نا محمد بن جرير ، حدّثني عمر بن شبّة ، نا علي بن محمد ، عن أبي إسحاق المالكي ، قال : وجّه يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن جعفر مالا جليلا هدية له ، قال : ففرقه في أهل المدينة ، ولم يدخل منزله منه شيئا ، قال : فبلغ ذلك عبد الله بن الزبير ، فقال : إن عبد الله بن جعفر لمن المسرفين ، قال : فأنهي ذلك إلى عبد الله بن جعفر فقال :
بخيل يرى في الجود عارا وإنّما |
|
على المرء عار أن يضنّ ويبخلا |
إذا المرء أثرى ثم لم يرج نفسه |
|
صديق فلاقته المنية أو لا |
قال : فبلغ ما فعل عبد (٢) الله بن قيس الرقيات ، فقال في قصيدة له يمدح بها بعض الأمراء :
ما كنت إلّا كالأغرّ ابن جعفر |
|
رأى المال لا يبقى فأبقى به ذكرا |
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد المصري بها ، حدّثني أبو عبد الله عثمان بن أحمد بن أيوب التّنّيسي ، نا الحسن بن بدر ، نا جامع ، حدّثني الزبير بن بكار ، حدّثني محمد بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن أبيه ، عن جده قال :
دخل ابن أبي عمّار ـ وهو يومئذ فقيه أهل الحجاز ـ على نخّاس يعترض منه جارية ، فعرض عليه جارية بأكثر مما كان معه من الثمن ، وكانت حسنة الوجه جدا ، فعلق بها ، وأخذه أمر عظيم ، ورآه النّخّاس فتباعد عليه في الثمن ، واستهتر (٣) بذكرها فمشى
__________________
(١) تاريخ بغداد : فأمر له بألف دينار.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «عبيد الله» وهو الصواب.
(٣) المستهتر بالشيء بالفتح : المولع به ، لا يبالي بما فعل فيه وشتم له ، والذي كثرت أباطيله ، وقد استهتر بكذا على ما لم يسمّ فاعله أي فتن به ، وذهب عقله فيه ، وانصرفت هممه إليه (القاموس ـ التاج).