وتعد النيلة والتمور والسكر من أهم صادراتهم ، أما الرز والتوابل والقماش القطني الأبيض الذي يرسل لغرض صبغه باللون الأزرق فهي أهم الواردات. مررنا بالعديد من المناطق المزروعة بالشعير ، وعند هبوط الظلام توقفنا قرب مخيمنا القديم في قرية (Ayal).
بخلاف توقعات (علي) ، أمضينا الليلة ولم ينقص منا إلا بعض الحاجيات التافهة التي نستحق أن نفقدها لأنها تركت خارج الخيمة.
الرابع عشر من مارس / آذار : ظلت القرية برمتها تقريبا تحرسنا الليلة الماضية بناء على تحريض من (علي). ذبحت ثلاثة أو أربعة أغنام لهم. غير أن بندقية وسيفا وبعض الحاجيات الأخرى سرقت منا أما لأنهم كانوا تواقين جدا للعشاء أو لسبب أخر. من خلال أسلوب سفرنا الحالي لم يكن في وسعنا الاستغناء عن هذه الحاجيات ، لهذا السبب طرحت المشكلة على الشيخ فطرحها بدوره على وجهاء البلدة. وبعد جلبة شديدة وجدال حاد ، تقرر إعادة الحاجيات.
عند ما حلّت المشكلة ولتحويل العار والعقوبة الناجمة عن ذلك فيما بعد عن السارق الذي أعتقد لأسباب أفترضها بأنه من أقرباء الشيخ ، فإن هذا أصدر تعليماته بأن المواد المسروقة ينبغي وضعها في غضون نصف ساعة في مكان غامض من البستان. وهناك تم العثور على الحاجيات في الوقت المحدد.