المسلحون فوق التلال ، بعد أن كانت هذه قبل بضع دقائق خالية من أي بشر ، وزحفوا إليها من كهوفهم للحصول على حصتهم من الغنيمة المتوقعة.
وتشكل التمور غذاءهم الرئيس إضافة إلى السمك المملح. أما الرز فلا يكاد يكون معروفا عندهم ، غير أنهم يحصلون على الشعير والقمح بكميات قليلة. وقد أكّد البعض بأن هؤلاء السكان لهم بشرة أقل سوادا ويتكلمون لغة تختلف عن لغة سكان الإقليم. إلا أن كلا الرأيين خاطئ. فالذين التقيت بهم كانت بشرتهم أكثر سوادا من بقية العرب ، ولا تختلف لغتهم عن اللغة المستعملة في عمان ، بل هي تختلف اختلاف لهجة اليمن عن لهجة الحجاز. وقد استوطنت جماعة من الفرس في (كمزار) وفي (خليج خصب) ، ولا يزال أحفاد أولئك الأسلاف يعيشون فيها حتى الآن وربما خلق هذا الافتراض أولئك الذين شاهدوا أولئك الأحفاد.
ويسكن في المنطقة الصخرية الموحشة هذه عدد كبير من الناس لا يقل بأي حال عن خمسة عشر ألف نسمة. وتمتد على الشواطئ الشرقية والغربية العديد من القرى. وفي وسع شيخ خصب أن يخضع تحت سيطرته خمسة آلاف رجل. أما شيخ (بخا) فلديه حوالي ألفي رجل ، كذلك فإن لدى زعماء بقية القبائل أعدادا مساوية لهذا العدد من الرجال. ويربون الدواجن داخل بيوتهم بما في ذلك البط الذي لا أتذكر أنني شاهدته من قبل في أي جزء من أجزاء الجزيرة العربية.