المصير الذي ألحقوه بغيرهم. وعند ما يقعون في أيدي الفرس ، أو أية أمة أخرى من الأمم التي تحيط بهم ، فلن ينجو منهم أحد. فبعد تدمير واحد من حصنهم ، اقتيد العديد منهم إلى ظهر سفننا وهم أسرى. ولما كانوا لا يعرفون ما سيحل بمصيرهم ، وقبل أن تضمد جراحهم ، سئلوا عن المعاملة التي يتوقعونها. فكان الرد الحازم المميز : «نفس الموت السريع الذي كنا سنلحقه بكم لو كنا في مكانكم».
واليوم قلّة هي تلك السفن التجارية التي تغامر بالإبحار بين الهند والخليج العربي دون أن تواكبها سفينة حربية لحراستها على الإبحار بين الهند والخليج العربي في حين باتت مراكب المواطنين عرضة للسلب والنهب. وقد توقفت الكثير من العمليات التجارية ونفد صبر الحكومة أخيرا.
في سنة (١٨٠٩) أرسلت حملة ضدهم بقيادة القبطان (وينرايت) في سفينة صاحب الجلالة (شيفون) وترافقها عدة سفن من البحرية الهندية وكتيبة من الجيش من بومباي بقيادة العقيد (سمث). وتم اقتحام معقلهم الرئيس (رأس الخيمة) والاستيلاء عليه ، كما أحرقت خمسون من أكبر سفنهم أو دمرت. كما تم إخضاع (لفت) على جزيرة (قشم) إضافة إلى إخضاع العديد من الموانئ الأخرى. وعلى الرغم من أن هذا العمل قد أوقف نشاطهم برهة من الزمن ، إلا أنهم سرعان ما شرعوا ببناء موانئهم من جديد ، وعادوا تدريجيا إلى ممارساتهم القديمة.
في هذه الفترة الزمينة ، اضطرت أعداد كبيرة من الوهابيين بسبب نجاح (محمد علي) وجيشه في جزيرة العرب وسقوط عاصمتهم (الدرعية) إلى الهرب إلى ساحل البحر حيث كانت القبائل هناك بعض القبائل قد اعتنقت مذهب مؤسس الطائفة. وبالنسبة لذلك البدوي المترحل والمتمرد فإن حياة التجوال والمغامرة لدى القرصان ، تحمل له الجاذبية والسحر. إنها مجرد نقل مسرح العداء البدوي لبقية أبناء جنسه من البشر من رمال الصحراء إلى مياه البحار وقد نجم عن ذلك أن انضم إليهم عدد كبير وأصبحت قوتهم ضاربة حقا.
لقد كانوا ينطلقون من موانئهم على الجزء الجنوبي من الخليج العربي في سفن كبيرة