والأرض هنا مصطّبة عادة ، كما هو الحال في فلسطين والصين وتزرع فيها مختلف أنواع الأشجار وتنتج مختلف الأثمار التي لا تزرع في أماكن أخرى.
إن الزراعة لم تتقدم إلا قليلا في (عمان). وقد لا حظنا أن تربة الواحات الغنية لا تتطلب إلا القليل من المساعدة ، ففي حين لا يخشى الرجال أي شيء من تقلبات الفصل ، فإنه لا توجد ضرورة لإدارة عملية الزراعة إلا نادرا. أما في الأراضي الصالحة للزراعة الممتدة على الحقول الشاسعة ، التي تكون تربتها ، رغم اختلاف نوعيتها ، قابلة للتطور ، فإن المواطنين لا يبذلون أي جهد أو مال لإصلاح الخلل. غير أنني لا بد من أن أستثني المناطق الواقعة ضمن (منح) و (نزوى) التي تشتهر بحقولها الشاسعة المزروعة والغنية بكل أنواع الخضراوات بدلا من أن تكون عبارة عن أراض مهملة أو محروثة إلى حد ما كما هو شأن بعض المدن الأخرى.
وتعتمد المحاصيل في الحقول على الأمطار إلى حد ما ، على الرغم من أن أجزاء عديدة تروى بوساطة الآبار ، التي يكون البعض منها عميقا جدا. وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار المصاعب التي تتحملها الأنهار التي تمدّ الواحات بالمياه ، فإننا نستغرب عدم لجوء السكان إلى الوسائل الميكانيكية لاختصار العمل الذي يستتبع هذا العمل. وهنا ، كما هو الحال في الهند ، تستخدم قطعتان من الخشب تمثلان عادة جذع نخلة ، لسبر غور مركز البئر. وثمة بكرة مثبتة في الجزء العلوي من هاتين القطعتين الخشبيتين يمر بها حبل ودلو مصنوع من جلد الثور على شكل حقيبة وفي الجزء الأسفل منه خرطوم ماء. وهناك حبل صغير يرتبط بالطرف الأقصى منه يمتد فوق البكرة وعلى مسافة قدمين عن حافة البئر. وتستخدم الثيران لسحب المياه ، ولأجل إضافة قوة الزخم عند الحيوان لقوته ، فإنه يساق أسفل منحدر حفر خصيصا لهذا الغرض وبزاوية مقدارها خمس عشرة درجة. ويرتبط الحبلان بالنيّر ، وعند ما يرتفع الماء إلى حد كاف ينتقل بسرعة إلى الخرطوم الذي يكون في وضع عمودي ، فيصبح مشدودا بقوة ويسحب فتحة الخرطوم إلى أسفل وعندئذ ينتقل الماء إلى خزان صغير.
وعند ما تصبح الآبار ضحلة جدا ، فإن السكان يستخدمون نفس الأسلوب الذي لجأ إليه المصريون على ضفتي نهر النيل. إذ يتم تثبيت عمود وسط دعامتين ويربط دلو بأحد