فيما يخص عادات الإبل وطباعها وملامحها العامة. ولم أطلع على كتاب عن الحيوانات استطاع أن يقدم ، ولو بشكل مقبول ، معلومات عن الإبل.
ويمكن تفسير صمت الرحالة إزاء الحيوان الذي يدين له الجميع بالشيء الكثير بالافتراض بأن كل فرد اعتقد بأن الموضوع على درجة بالغة من الأهمية بحيث لا يمكن أن يفوت السابقين أو علماء الطبيعة بصورة عامة. إن الملاحظات التالية علاوة على ملاحظات أخرى متفرقة في هذه الرحلات ، تختلف من أوجه كثيرة عن الآراء السائدة. إلا أن الظروف المؤاتية لدراسة الموضوع ساعدتني على أن اطرح هذه الملاحظات بثقة.
ومن أوجه أخرى ، فإن المعلومات الحديثة تفيد ربما في سد النقص الحاصل في التاريخ الطبيعي لأكثر الحيوانات ، (التي وهبها الله للإنسان) ، فائدة.
إن جميع عادات الجمل وغرائزه مكيفة لحالته الفريدة والمنطقة التي يعيش فيها. لنتأمل في هذا المخلوق منذ لحظة ولادته. فإذا حدثت الولادة في أثناء رحلة ، فإن البدوي (١) يتلقى المولود بذراعيه ويضعه لبضع ساعات فوق ظهر الأم. ولكن عند أول محطة وقوف ، يوضع الغريب الصغير على الأرض لاستقبال قبلات والديه ومن ثم يواصل اللحاق بأمه دون مساعدة. ولما كان الجمل يعتاد منذ صغره على السفر المضني مسافات طويلة ، فإنه لا يحتاج إلا إلى القليل من التدريب لنقل الأحمال التي تكون ثقيلة قياسا إلى عمره الصغير. كما أن هذه الجمال تبرك طواعية عند ما يوشك الجمالون بوضع الأحمال عليها استعدادا للرحلة ، وهو أمر ضروري بسبب ارتفاعها. وعند ما تريد الإبل الاستراحة فإنها تبرك وهذا هو وضعها الطبيعي ، لكن عند ما تكون الأحمال ثقيلة الوزن جدا وهي فوق أرض صخرية أو صلبة فإن بروكها يسبب لها الألم. وعند ما تبرك تستخدم أولا الأيدي الأمامية التي تمدها إلى أمام لتفسح المجال للسيقان الخلفية وهي تنوء بحملها الثقيل. وعلى الرغم من أن الأجزاء الصلبة في مفاصلها ذات طبيعة تشبه القرون في صلابتها عند الإبل الكبيرة في السن ، فإنها لا تكفي للدفاع عنها ويستحيل على الأوروبي أن يشاهد الإبل وهي تبرك وتنهض دون أن يرثي لها ونتيجة لذلك ، فإن البدو لا يسمحون للإبل أن تبرك كي يعتلوا
__________________
(١) ويرحب البدوي به قائلا بدهشة : «لقد ولد لنا طفل آخر».