العرب الذين يقطنون المدن الساحلية ولهذا أفضل أن أكرس للحديث عنهم جزءا خاصا. ولكن تظل هناك طبقتان أخريان من الأجانب في مسقط تجدر ملاحظتهما.
ففي هذا المكان توجد أعداد من الهندوس (البانيان) أكثر من أي مكان آخر من شبه الجزيرة العربية. وفي الفترة الزمنة التي حدثت فيها زيارتي ، قدّر عددهم بألف وخمسمائة فرد. وفي ظل الإدارة المعتدلة للسيد سعيد يفترض أن عددهم ازداد زيادة سريعة. ولديهم معبد خاص بهم ويسمح بالاحتفاظ بعدد محدد من الأبقار وحمايتها وحرق موتاهم وممارسة شعائرهم الدينية. ولا توجد قيود على الثياب التي يتعين عليهم ارتداؤها مثلما هو الحال في مدن اليمن. إنهم يبدون هنا وهم يملكون كلّ امتيازات الرعايا المسلمين باستثناء شيء واحد. فإذا قتل المسلم هندوسيا فإن أقرباءه يمكن أن يضطروا إلى القبول بتعويض عن دم المقتول. أما إذا كان المقتول عربيا فالمسألة تخضع للاختيار.
ويأتي هؤلاء (البانيان) عموما من (بور بندر) والمقاطعات الواقعة في شمال غربي الهند وبسبب من أعمالهم التجارية يضطرون في أغلب الأحيان إلى البقاء مدة تتراوح بين خمسة عشر إلى عشرين عاما. وهم لا يصطحبون نساءهم معهم. وعلى الرغم من أنهم يقيمون في بعض الأحيان علاقات غرامية سرية مع النساء العربيات إلّا أن هناك حالات استثنائية لبقاء معظمهم غير متزوجين طوال تلك الفترة. ومن الحقائق المتصلة بتاريخ هذه الطبقة أن بعض أفرادها يتخلون عن ديانتهم الهندوسية ويشهرون إسلامهم. وعلى الرغم من ندرة مثل هذه الحالات ، إلّا أن المسلمين لا يبدو عليهم الافتخار بهؤلاء المهتدين. وقد ألف هؤلاء عادة تتمثل في إشهار إفلاسهم وهو أمر يعد انحرافا كبيرا في نظر العرب. وإذا ما أراد أحد هؤلاء ممارسة هذه العادة تراه يجلس أمام محله في وضح النهار وقد أوقد شمعة. وما إن يراه الدائنون حتى ينهالوا عليه سبا وشتما وفي بعض الأحيان ضربا. غير أنه لا يتعرض إلى مضايقة بعد هذه الفورة حتى يعود إلى عمله ويخلّص نفسه وعندئذ يبدأ الإلحاح عليه مجددا وبهذا لا يخلصه إخفاقه من التزاماته السابقة.
وفي يوم ما توجهت بصحبة تاجر عربي وبعض البدو لإلقاء نظرة على الأبقار التي