حيث يحظون بالاحترام بسبب حيوتهم ونشاطهم. وبسبب اختلاف المذاهب ، فإن العرب والفرس في (عمان) قلما يتزاوجون فيما بينهم. إلّا أن العرب أقل حساسية إزاء التزاوج مع البلوشيين الذين يحصلون غالبا على زوجات عربيات ويقيمون باستمرار هنا إذ هناك احتمال في أن تغدو الإماء عندهم أمهات. وقد غضّ العرب مؤخرا الطرف عن خيانة الفرس الأخيرة. ففي عهد الإمام سيف (١) سمح لحامية لهم بالدخول إلى المدينة ولكن لما كان الأمير غارقا في الشراب ، استغلوا الفرصة واستولوا على القلاع ذات يوم وخلعوه واغتصبوا الحكم. ولكن بعد الإطاحة بهم لم يسمح لهم البتة بعد ذلك بالإقامة بأعداد كبيرة في المدينة. ولكن منذ زواج الإمام بأميرة (شيراز) أوقف العمل بذلك الأمر وبعدد آخر من القيود. الأكثر من هذا ، إذا ما ارتكب أحد الفرس مخالفة سواء أكانت ذات طبيعة مدنية أو إجرامية ، فإنه يسمح له بالمثول أمام قاضيهم الخاص بهم واستنادا إلى تقريره ، فإنه قد يعاقب أو يخلى سبيله. غالبية الفرس في (مسقط) هم من التجارة الذين يتعاملون بالبضائع الهندية والقهوة والنارجيلة وماء الورد. أما الآخرون من (بندر عباس) و (لار) و (MENON) فيصنعون الأسلحة كالسيوف والبنادق التي يكثر الطلب عليها داخل البلاد.
وبسبب انحداهم من أعراق مختلفة وبسبب عادة التزاوج مع الإماء من (زنجبار) و (أثيوبيا) فقد أصبحت ملامح هذا الرهط من السكان متباينة تباينا شديدا. لكن الطبقات الأرفع مستوى التي احتفظت بنقاء أصلها العربي دون أن تشوبه شائبة لا تزال تحتفظ بالخصائص المميزة لجنسها إلى درجة كبيرة. والأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الطبقة نحيلون في الغالب ويميل لون بشرتهم إلى البني الفاتح الذي يشير إلى تمتعهم بالصحة. وقلما يعانون من الحمى على الرغم من أن مناخ مسقط ، في هذا الخصوص تحديدا ، مناخ قاتل للغرباء ولم يتمكن أي أوروبي حتى الآن من العيش هناك وقد حدثت حالات موت عديدة في سفننا مما اضطرها إلى البقاء بضعة أيام. أما الذين ينتمون إلى الطبقات الأدنى فيتميزون بقوة أبدانهم ذات الأطراف الرياضية ويبدو بعضهم أفضل نموذج للقوة وتناسق الأجسام. لهذا لا يوجد سوى فارق ضئيل في العادات والنزعات والصفات الأخلاقية عند
__________________
(*) سيف بن سلطان اليعربي استنجد بالفرنسي في عهد نادر شاه وذلك في عام ١١٥٠ ه / ١٧٣٧ م