أصدقاء القتلى وتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي. وعند موت الإمام الحالي ، سيتنافس على الحكم ، على الأرجح ، ابن أخيه (سعيد محمد) (١) وولده (السيد هلال) (٢) ، ويقال إنه يفضل الأول على الثاني. وعلى الإمام الحاكم مواجهة صعوبة أخرى. فقد قسّمت (عمان) سابقا بين مختلف الشيوخ الذين تؤثر فيهم المصالح المتضاربة وغالبا ما تتعرض سلطة الأمير إلى التحدي. وقد عالج (السيد سعيد) إلى حد ما هذا الخلل بأن منح هذه الحكومات لضباطه عند ما باتت شاغرة ، وذلك مكافأة منه على خدماتهم العسكرية. لكن في بلد مثل الجزيرة العربية حيث يكون عمر الإنسان متناهيا في القصر ، والصعوبات التي يواجهها بالغة الشدة ، فإن هذا الإنسان لا يستطيع تأسيس مبدأ ثابت ودائم للحكومة. لكن على الرغم من ذلك ، فإن هذا الأمير العظيم ، بما لديه من وسائل غير كاملة ، قد أنجز أكثر مما يمكن توقعه منه. ولو سانده في ذلك جنود كفء بدلا من الجنود اللامبالين الموجودين في الجزيرة العربية ، فإن حياته كان من شأنها أن تكون بلا حدود. غير أن افتقار هؤلاء إلى الشجاعة أدى في بعض الأحيان إلى إلحاق هزائم ساحقة به.
لقد عززت سياسته المتنورة الثروة التجارية لمسقط ورفعت من شأنها. كما أنه زاد بمقدار يزيد عن الضعف مساحة الأراضي التي كان يملكها أجداده على ساحل أفريقيا. وفيما خلا الانتخاب العام للإمام من قبل الشيوخ والعلماء فإن الخطاب الديني الذي يلقيه الإمام وقسمه الذي يمتنع فيه عن ركوب البحر يكفيان لانتخابه. ولا توجد أي مراسيم أخرى لتنصيبه. وبلاطه صغير الحجم ويخلو من الأبهة ، واللقب الذي يخاطب به هو «سيدنا» والذين يقتربون منه يحيونه بتقبيل ظاهر كفه.
__________________
(*) كذا ولعل صوابه محمد بن سالم وكان نائبه على مسقط أثناء غيابه في زنجبار في تلك الفترة.
(**) توفي قبل أبيه وكانت وفاته بعدن عام ١٨٥١ م وهو في طريقه لأداء فريضة الحج.