ووجهاء قبيلته إعادته إلى جادة الصواب بلا طائل ، حتى اجتاحت البلاد كلها فوضى وبات أفراد شعبه ناقمين عليه فكتبوا أخيرا إلى (أحمد بن سعيد) زعيم (صحار) الذي اكتسب لقب أكثر الأمراء حصافة في عمان. وأوضحوا له أنهم ينوون الإطاحة ب (سيف) واختيار (سلطان بن مرشد) ، أحد أفراد العائلة نفسها ، وطلبوا منه الموافقة والتعاون. فرد عليهم (أحمد) بأنه لن يعارض إرادتهم وأضاف بأنه طالما أظهر الأمير الحالي أنه غير جدير بثقتهم ، فإنه سيد عم أي شخص يرون أنه ملائم أكثر لخلافته. وقبل أن تصبح المؤامرة جاهزة للتنفيذ عرف (سيف) على نحو ما بعض خيوطها. وفي أول نوبة من نوبات هيجانه أقدم على قتل كل الذين استطاعت أن تصل إليهم يداه ، فيما عمد إلى سجن آخرين. إلا أن قلة قليلة تمكنت من الهرب وأعلنت (سلطان بن رشد) إماما لها. وسرعان ما خضعت (عمان) كلها لهذا الزعيم وبدأت المناطق الواحدة تلو الأخرى تسقط بيده حتى وجد (سيف) نفسه في نهاية المطاف أسير (مسقط) آخر ما تبقى له من ممتلكات. وهنا قام جنوده الذين لا يزالون موالين له بسبب سماحه لهم عند انهيار سلطته بسرقة السكان ونهبهم ، بالتمركز في الحصنين اللذين يسيطران على المدينة فلم يتمكن (سلطان بن مرشد) من التقدم إليها. إلا أن الأخير تمكن من الاستيلاء على المدينة المجاورة (مطرح) ذات المرفأ الواسع. واستطاع من خلال تخفيض الرسوم جذب الكثير من السفن إليه مما دفع (سيف) إلى الاستنجاد بالفرس للحيلولة دون دمار (مسقط) دمارا كاملا. ولهذا السبب توجه على ظهر إحدى أكبر سفنه إلى (بندر عباس). كان ملك الفرس آنذاك (نادر شاه) قد قام قبل بضعة أشهر على رأس قوة قوامها عشرة آلاف رجل. بمحاولة فاشلة للهجوم على تلك المدينة. فانتهز هذه الفرصة واستجاب لطلبه ووضع قوة بقيادة (تقي خان) تحت تصرفه اسميا. إلا أن القائد العسكري صدرت له الأوامر الصارمة في نفس الوقت بألّا يضيع أي فرصة في الاستيلاء على الإقليم كله. عاد (سيف) إلى (مسقط) بعد ذلك في حين رسا الفرس عند (رأس الخيمة) وبعد معارك كثيرة خضع الجزء الأكبر من عمان لهم ، وفي نهاية المطاف تقدموا إلى (مسقط). ولما وجدوا أن جنودهم لم يسمح لهم بدخول حصنيها ، دعوا (سيف) إلى وليمة ، وبعد أن قدموا له الشراب ، سكر حتى فقد رشده وعندئذ وضعوا