وباستثناء الفترة الزمنية القصيرة من حكم البرتغال ، ظلت سيادة عمان بيد أسرة (اليعاربة) الأزديين قرابة مائتين وخمسين سنة (١). وأظن أن من المناسب أن أبدأ ب (سيف) (٢).
طرد هذا الأمير البرتغاليين من (مسقط) سنة (١٦٥٨) واستولى على زنجبار وعلى عدد من الموانئ على الساحل الأفريقي وعلى بعض موانئ الخليج العربي وعلى ميناء أو ميناءين على ساحل (مكران) ، وكذلك على البحرين و (قشم) والعديد من جزر الخليج العربي. وقد خسر أحفاده البحرين التي تخلصت من السيطرة العمانية عند نهاية القرن الماضي ، لكنهم احتفظوا بالبقية. وقد خلف (سيف) كل من (سلطان) و (محمد بن ناصر الغافري) و (سيف بن سلطان) (٣).
كانت سنوات حكم (سيف) عاصفة وغير سعيدة. وانحرف عن مبادئ الحكومة التي تميزت بها فترات حكم أسلافه. ولم يقهر (سيف) رعاياه حسب ، بل سمح لجنوده بنهبهم وإزعاجهم ، وفي نفس الوقت غض النظر عن عاداتهم الرخيصة وأدمن شرب الخمر وغير ذلك من العادات الفاسقة ، بل حاول أيضا الاعتداء جنسيا على بنات رعاياه. وحاول أقرباؤه
__________________
(*) فترة حكم اليعاربة هي : ١٠٣٤ ـ ١١٥٧ ه (١٦٢٤ ـ ١٧٤٤ م) أي أنها امتدت نحو مائة وعشرين عاما فقط.
(١) هو سيف بن سلطان بن مالك بن بلعرب اليعربي الأزدي القحطاني.
(**) طرد البرتغاليين من مسقط عام ١٦٥٢ م كان على يد سلطان بن سيف الأول (١٦٤٩ ـ ١٦٨٠ م) وفي عهده استمرت الحروب والغارات على البرتغاليين في المحيط الهندي ، أما الانتصار على البرتغاليين في زنجبار والساحل الأفريقي الشرقي فقد تم في عهد إبنه سيف بن سلطان الأول الملقب بقيد الأرضي (١٦٩٢ ـ ١٧١١ م) وكان الاستيلاء على البحرين وطرد الفرس منها ١٧١٧ م في عهد سلطان بن سيف الثاني (١٧١١ ـ ١٧١٨ م).
أما كلامه المتعلق بمن خلف سيف فخطأ وصوابه سلطان بن سيف وهي فترة شهدت انقسام أهل عمان بين مؤيد لإبن سلطان بن سيف واسمه سيف وكان صغيرا وبين مؤيد لمهنا بن سلطان بن ماجد اليعربي الذي كان زوجا لإبنة الإمام المتوفى (أى سلطان بن سيف) ووقف يعرب بن بلعرب بن سلطان إلى جانب سيف باعتباره وصيا عليه واستولى يعرب على مسقط وقتل مهنا عام ١٧٢١ م وبويع يعرب بالإمامة (١٧٢١ ـ ١٧٢٢ م) ثم قام بلعرب بن ناصر (خال سيف بن سلطان) بمحاربة يعرب وخلعه وأقام سيف بن سلطان إماما (١٧٢١ ـ ١٧٢٤ م) وانقسمت عمان إلى فرقتين هناوية وغافرية وبويع زعيم الغافرية محمد بن ناصر الغافري إماما بعد أن قاتل بلعرب بن ناصر (١٧٢٤ ـ ١٧٢٧ م) ثم قتل محمد بن ناصر الغافري وبعد مقتله بويع لسيف بن سلطان بن أن بلغ سن الحلم لكنه أساء التصرف فعزله العلماء وبايعوا بلعرب بن حمير إماما سنة ١٧٣٢ م أما الغزو الفارسي فقد حدث عام ١٧٣٧ م بناء على طلب من سيف بن سلطان المعزول ثم نجحت محاولة صلح بين سيف وبلعرب بن حمير حقنا للدماء وتوحيدا للصف في مواجهة الفرس تنازل بموجبه بلعرب بن حمير عن الإمامة لسيف بن سلطان لكن سيف أساء السيرة فتم عزله وتنصيب سلطان بن مرشد اليعربي إماما سنة ١٧٤١ م.